عاجل

صيف مصر المعتدل.. هل يعزز فرص صادرات الغاز لأوروبا؟

واردات الغاز
واردات الغاز

يسهم صيف مصر المعتدل هذا العام، في توفير فائضاً من الشحنات المتاحة للأسواق الأوروبية، التي تستعد لفصل التخزين الحاسم قبل الشتاء المقبل، وذلك في ظل مؤشرات على قدوم صيف معتدل في مصر هذا العام، تُشير التوقعات إلى تراجع الحاجة إلى واردات الغاز الطبيعي المسال. 

وبحسب بيانات شركة "أتموسفيريك جي 2" (Atmospheric G2)، من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في مصر بمقدار 4 درجات مئوية دون المعدلات الموسمية الطبيعية خلال الأسبوع الجاري، وهو ما قد يقلص عدد "أيام الحاجة إلى التبريد" بنسبة تصل إلى الثلث خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من أبريل، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

ويعني هذا الطقس الأكثر برودة تراجعاً ملحوظاً في استهلاك الكهرباء، وبالتالي انخفاضاً في الطلب على الغاز الطبيعي المسال المستخدم في تشغيل محطات الطاقة، ما يمنح مصر فرصة لتقليل حجم وارداتها خلال الصيف الحالي.

تحول في مشهد الطاقة المصري

وكانت مصر، حتى وقت قريب، حققت الاكتفاء الذاتى بحجم انتاج للغاز يتجاوز 6مليار متر مكعب ، إلا أنها تحولت خلال عام 2024 إلى مستورد كبير، نتيجة تراجع الإنتاج المحلي وزيادة الطلب المحلي، وهو ما تسبب في أزمات متكررة في الطاقة وانقطاعات في التيار الكهربائي أثارت قلقاً واسعاً لدى المواطنين والحكومة.

ويعد تراجع الطلب المتوقع هذا الصيف فرصة لتخفيف العبء عن الشبكة الكهربائية وتفادي أزمات مشابهة لتلك التي شهدها العام الماضي، كما أنه قد يمنح الحكومة متنفساً في إدارة احتياجاتها من الطاقة دون الاعتماد الكبير على الواردات المكلفة.

أوروبا المستفيد الأكبر

من جانبه، يرى المهندس محمد حليوة، خبير البترول والطاقة، أن "الصيف المعتدل في مصر يأتي في توقيت مثالي لأوروبا، التي تستعد لفصل تخزين الغاز قبل شتاء 2025. ضعف الطلب المصري على الغاز يعني بقاء كميات أكبر من الغاز الطبيعي المسال متاحة في السوق العالمية، ما يمنح الدول الأوروبية فرصة لتأمين إمداداتها بأسعار أقل نسبياً."

وأضاف حليوة أن "سوق الغاز الطبيعي المسال يعاني أصلاً من ضعف في الطلب الآسيوي، والآن مع انحسار الطلب من دولة رئيسية مثل مصر، قد نشهد مزيداً من الضغوط السعرية على الموردين، مما يصب في صالح المستوردين الأوروبيين."

توازن هش في سوق الغاز العالمية

وتشكل هذه التطورات جزءاً من مشهد عالمي معقد في سوق الطاقة، حيث تؤثر التغيرات المناخية والتحولات الجيوسياسية على تدفقات الغاز والطلب عليه. وبينما تستفيد أوروبا من هذه المتغيرات على المدى القصير، فإن استمرار انخفاض الإنتاج المحلي في دول مثل مصر يظل مصدر قلق يتطلب حلولاً استراتيجية أكثر استدامة.

وبينما تراقب الأسواق عن كثب تطورات الطقس وقرارات الدول المستوردة، يظل الصيف المصري عنصراً حاسماً في تحديد اتجاهات الطلب والأسعار في سوق الغاز العالمي خلال الأشهر المقبلة.
وقد كشفت وزارة البترول والثروة المعدنية، ، عن خطة شاملة واستباقية استعداداً لفصل الصيف، تهدف لضمان تلبية احتياجات قطاع الكهرباء من الغاز الطبيعي، وتأمين الشبكة القومية للغازات الطبيعية، والتعامل مع أي طارئ محتمل خلال ذروة الاستهلاك الصيفية. وفيما يلي أبرز ملامح الخطة:

تنسيق حكومي مشترك

  • تنسيق كامل بين وزارتي البترول والكهرباء من خلال فريق عمل موحد، واجتماعات دورية لمراجعة الخطط التشغيلية.
  • وضع آليات فعالة للتعامل مع أي زيادة مفاجئة في الطلب أو ظروف طارئة قد تؤثر على إمدادات الطاقة.

 دعم الشبكة القومية للغازات الطبيعية

تعزيز جاهزية الشبكة القومية التي تديرها شركة "جاسكو" لتلبية الطلب المرتفع من خلال تشغيلها بكفاءة عبر 12 مركز تحكم فرعي ومركز تبادلي في دهشور.
الانتهاء من مشروعات ازدواج الخط عبر سيناء، وتنفيذ خطوط جديدة لاستقبال كميات إضافية من الغاز من سفن التغييز FSRU في السخنة.
وصول إجمالي أطوال خطوط الشبكة إلى 8200 كم بطاقة نقل 262 مليون متر مكعب يومياً.
 

تعزيز البنية التحتية والقدرات التشغيلية

توسعات محطة ضواغط دهشور تدخل الخدمة في الربع الثاني من العام، لضمان تغطية احتياجات محافظات الصعيد.

خطة رؤية متوسطة الأجل لتحديد الاحتياجات المستقبلية من الخطوط والبنية التحتية.
 

 استيراد الغاز وتغييزه

تجهيز البنية التحتية لاستقبال الغاز المسال المستورد وتحويله للحالة الغازية في منطقة السخنة من خلال سفن FSRU.

قدرة المناورة التشغيلية في الشبكة لضمان انتظام الإمدادات، خاصة للكهرباء التي تمثل 56% من إجمالي استهلاك الغاز المنقول عبر الشبكة.

الأمان والسلامة

التنسيق مع الجهات المحلية لحماية خطوط الغاز من التعديات خلال أعمال الحفر والمشروعات.
فحص وصيانة 840 كم من خطوط الشبكة و700 كم إضافية من خطوط الشركات الشقيقة.

 تعزيز الإنتاج المحلي ومعالجة الغاز

رفع الإنتاج من مجمع غازات الصحراء الغربية ومصنع بوتاجاز العامرية لتأمين احتياجات المصانع والسوق المحلي.
إنتاج 1.9 مليون طن من المنتجات، تشمل المتكثفات والبوتاجاز والبروبان.
الانتهاء قريباً من الخط الرابع بالمجمع لاستيعاب إنتاج حقل ريفين وحقول البحر المتوسط.
 

 توجهات مستقبلية وتكنولوجيا جديدة

إدخال أنشطة جديدة مثل نقل الهيدروجين والتقاط ثاني أكسيد الكربون ضمن خطة التطوير.

التعاون المرتقب مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لدراسة إنشاء ممر لنقل الأمونيا الخضراء.
 

كفاءة الطاقة والاستدامة

توفير 122 ألف ميجاوات ساعة من الطاقة وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 27 ألف طن.

تم نسخ الرابط