كبير الأثريين: زيارة ماكرون لمصر تعزز السياحة والعلاقة مع فرنسا

أكد مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المناطق الشعبية والتاريخية في القاهرة تحمل رسائل متعددة تعكس صورة مصر كوجهة سياحية آمنة وجاذبة، وشملت هذه الزيارة مواقع مميزة مثل خان الخليلي، أحد أقدم الأسواق الشعبية في القاهرة، الذي يعكس جزءًا من التراث المصري العريق، وكذلك مطعم نجيب محفوظ، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة الأدبية والفكرية المصرية، كما تضمنت الزيارة جولة في مترو الأنفاق، إلى جانب زيارة شيخ الأزهر.
وأضاف شاكر في تصريحاته الخاصة لـ "نيوز رووم" أن تحرك الرئيس السيسي في هذه الأماكن الشعبية وسط الزحام يعكس الثقة في الأمن المصري ويعزز صورة مصر كمكان آمن ومستقر للاستثمار والسياحة.
وتحدث شاكر عن العلاقة التاريخية العميقة بين مصر وفرنسا، التي بدأت منذ الحملة الفرنسية على مصر في أواخر القرن الـ18، حيث شكلت هذه الحملة بداية لاهتمام فرنسا بالحضارة المصرية القديمة، وذكر أن اكتشاف حجر رشيد على يد شامبليون في بداية القرن الـ19 كان نقطة فارقة في هذا الارتباط، حيث أسهم هذا الاكتشاف في تشكيل علاقة متينة بين البلدين، ودفع نحو إقامة نحو 40 بعثة أثرية فرنسية تعمل في مصر، من أصل أكثر من 250 بعثة دولية تعمل في المواقع الأثرية المصرية.
وأشاركبير الأثريين إلى المحطات التاريخية التي مرّت بها العلاقات الثقافية بين البلدين، مثل إرسال رفاعة الطهطاوي إلى باريس في القرن الـ19 للتعلم وتبادل المعرفة، إلى جانب تأسيس المتحف المصري على يد مارييت باشا الذي ساعد في الحفاظ على الآثار المصرية ونقلها إلى العالم.
وأكد أن التعاون الثقافي بين مصر وفرنسا ما زال مستمرًا في العصر الحديث، حيث تتواجد العديد من المدارس الفرنسية والجامعة الفرنسية في مصر، ما يعكس التأثير المتبادل بين الفكرين الفرنسي والمصري في مجالات العلم والأدب والفن.
وفيما يخص التفاعل الثقافي، أشار شاكر إلى المعارض الكبرى التي نظمتها مصر في باريس، مثل معارض "توت عنخ آمون" و"رمسيس وذهب الفراعنة"، التي لاقت إقبالًا واسعًا من الجمهور الفرنسي، وأوضح أن الشعب الفرنسي يتمتع بشغف عميق بالحضارة المصرية، مشيرًا إلى أن هذا الشغف يعتبر من الأقوى عالميًا.