هل يجوز للحائض حضور غسل الميت؟ دار الإفتاء توضح الأحكام الشرعية

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال هل يجوز للحائض حضور غسل الميت والمشاركة في تكفينه.
وقالت يجوز للمرأة الحائض حضور غسل الميت وتكفينه بناءً على آراء أغلب الفقهاء، مع الالتزام بالآداب الشرعية، مؤكدين أن الحيض لا يمثل عائقًا أمام أداء الواجبات الإنسانية التي تكرّم الميت وتعزز القيم المجتمعية.
حكم حضور غسل الميت للحائض
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن جمهور الفقهاء أجمعوا على جواز حضور المرأة الحائض غسل الميت وتكفينه، وقالت إن هذا الجواز مشروط بمراعاة غض البصر عن العورات والالتزام بالآداب العامة، كما يُعتبر هذا الجواز أكثر تأكيدًا إذا كان الميت قد أوصى بذلك.
وأشار العلماء إلى أن الكراهة المذكورة في بعض الروايات تُحمل على الأشخاص الذين يتهاونون في أداء الطهارة ولا يحافظون على النظافة الشخصية. أما في حالات الضرورة أو الوصية، فتزول الكراهة.
أدلة جواز حضور الحائض غسل الميت
أشارت دار الإفتاء إلي أن العلماء استندوا إلى عدة أدلة تؤكد جواز حضور الحائض غسل الميت، ومنها ما رواه ابن أبي شيبة عن علقمة أن امرأةً سألته عن مباشرة مريض وهي حائض، فقال: "نعم، فإذا حضر الموت فاجتنبي رأسه".
كما ذكر الحسن البصري وابن عطاء أنه لا بأس أن تغسل الحائض والجنب الميت، كما ذكرت رواية أوردها ابن الجوزي عن امرأة غاسلة سألت العلماء في مجلس عن حكم غسل الحائض للميت، فأجابها الإمام أبو ثور بالجواز، مستدلًا بحديث ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ" (متفق عليه).
آراء المذاهب في حكم حضور الحائض غسل الميت
بينت دار الإفتاء آراء المذاهب الفقهية في حكم حضور الحائض غسل الميت، وقالت إن الحنفية يرون أن الحيض لا يُعد مانعًا من حضور غسل الميت، لأن هذا العمل ليس عبادة مشروطة بالطهارة, كما أجاز المالكية الأمر نفسه، مؤكدين أن الطهارة الكبرى غير مطلوبة لهذا النوع من الأعمال.
فيما راى الشافعية، أن حضور الحائض غسل الميت جائز ولا دليل يمنعها من ذلك، وأجاز الحنابلة الحضور لأن الغسل واجب كفائي لا يرتبط بالطهارة.
الأدلة التي قد تُفهم على المنع
وردت بعض الروايات التي قد تُوحي بعدم جواز حضور الحائض أو الجنب غسل الميت، ومنها حديث عمّار بن ياسر رضي الله عنه الذي ذكر أن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر ولا الجنب. غير أن هذه الروايات تحمل على الكراهة في حالات ترك الطهارة تهاونًا، وليس المنع المطلق.
ما يجوز للحائض فعله أثناء الحيض
أوضحت دار الإفتاء أن الحيض لا يمنع المرأة من ممارسة حياتها اليومية أو أداء العديد من الأعمال، ومنها "ذكر الله والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قراءة القرآن من غير لمس المصحف مباشرة، حضور مجالس العلم والذكر مع الالتزام بالآداب، القيام بالأعمال اليومية المعتادة، التواجد في المسجد إذا دعت الحاجة مع مراعاة النظافة، العلاقة الزوجية دون الجماع.