الحب بعد الزواج.. الإعلامية راندا فكري تكشف مفاتيح العلاقة الزوجية (فيديو)

في إطلالة مميزة عبر برنامج "الحياة انت وهي" على شاشة "الحياة"، فتحت الإعلامية راندا فكري باب النقاش حول جوهر العلاقة الزوجية، كاشفة عن رؤيتها للعلاقة بين الرجل والمرأة، ومدى تأثرها بالضغوط اليومية، والتوقعات المسبقة التي قد تؤثر سلبًا على استمرار الحب والاستقرار داخل الأسرة.
الزواج ليس حلمًا ورديًا
أكدت فكري أن الزواج لا يمكن أن يُبنى فقط على الأحلام الوردية أو الصورة الرومانسية المثالية التي يرسمها البعض في أذهانهم، بل هو علاقة قائمة على التفاهم، والتشارك في المسؤوليات، والقدرة على احتواء الآخر.
وشددت على أن المرأة تمثل نصف الحياة الجميل بالنسبة للرجل، فهي الوطن، والحب، والحنان، والمصدر الأول للأمان، معتبرة أن الرجل لا يمكنه الاستغناء عن دورها المحوري في بناء الأسرة واستقرارها.
عقبة في طريق العلاقة
تطرقت راندا إلى أحد أكثر الأسباب شيوعًا للخلافات الزوجية، وهو التوقعات المسبقة غير الواقعية التي يحملها كل طرف عن الآخر. فالرجل غالبًا ما يتوقع من شريكته أن تفهمه دون أن يُعبر بالكلام عن احتياجاته أو مشاعره، بينما تنتظر المرأة منه أن يكون الداعم الدائم، والمحقق لأحلامها، تمامًا كما اعتادت أن ترى "فارس الأحلام" في الأعمال السينمائية والدرامية، هذه التوقعات قد تصطدم بالواقع، مما يخلق فجوة عاطفية بين الطرفين إذا لم يتم التعامل معها بوعي ونضج.
في حديثها، ألقت فكري الضوء على التغيرات التي طرأت على مفهوم الحب والتعبير عنه بعد الزواج، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة، مشيرة إلى أن بعض الرجال، خاصة في المجتمعات الشرقية، أصبحوا ينظرون إلى الحب كرفاهية بعد الزواج، وليس كضرورة، نتيجة تراكم المسؤوليات وتعدد الأعباء اليومية، إذ أن هذه النظرة قد تؤدي إلى تراجع لغة الحب في العلاقة، ما لم يتم تعويضها بوسائل تواصل أخرى تعكس المودة والاهتمام.
وشددت فكري على أهمية الانتقال من نموذج "الفهم الصامت" إلى التواصل الفعّال بين الزوجين، فالعلاقة الناجحة لا تقوم فقط على وجود المشاعر، بل على القدرة المستمرة على التعبير عنها، وتفهم الآخر ودعمه، موضحه أن الحب لا يختفي بعد الزواج، لكنه بحاجة إلى رعاية دائمة ووعي مشترك، حتى يظل نابضًا بالحياة، وقادرًا على مواجهة تغيرات الظروف.

دعوة لتعريف الحب
وفي ختام حديثها، وجهت الإعلامية دعوة إلى الأزواج لإعادة النظر في مفاهيمهم حول الحب والاستقرار، مؤكدة أن الحب الحقيقي لا يعني الكمال أو تلبية كل التوقعات، بل يعني الدعم، والتفاهم، والقبول غير المشروط. وأضافت أن الزواج الناجح هو ذلك الذي يُبنى على الشراكة في مواجهة الحياة، لا على الصور المثالية العابرة التي ترسمها القصص والروايات.
بهذه الرؤية الواقعية والملهمة، سلطت راندا فكري الضوء على أحد أهم التحديات التي تواجه العلاقات الزوجية اليوم، داعية إلى التعامل مع الحب كشعلة يجب تغذيتها دائمًا، وليس كهدية تُمنح وتنتهي.