عاجل

محمد الشوادفي: البنية التحتية أساس الانطلاق نحو اقتصاد وطني قوي (فيديو)

البنية التحتية المصرية
البنية التحتية المصرية

قال الدكتور محمد الشوادفي، أستاذ الإدارة والاستثمار، إن الدولة المصرية واجهت تحديًا بالغًا بعد عام 2010، تمثل في التدهور الكبير الذي أصاب البنية التحتية، وهو ما شكل عقبة رئيسية أمام أي خطط اقتصادية أو تنموية، موضحًا أن الانطلاقة الحقيقية نحو بناء اقتصاد وطني قوي بدأت من خلال خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية التي كانت قد وصلت إلى درجة كبيرة من التهالك والإهمال.

وأشار الشوادفي، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز" الفضائية، إلى أن البنية التحتية لا تعني فقط الطرق والكباري، بل تشمل أيضًا شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، والتي تُعدّ الركائز الأساسية لجذب الاستثمار وتوفير بيئة مناسبة للإنتاج.

نمو الاستثمار وتأثيرته 

لفت الشوادفي إلى أن أي مستثمر، سواء محلي أو أجنبي، لا يمكن أن يغامر بأمواله في بيئة تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات البنية التحتية. وقال: "الاستثمار لا ينمو إلا فوق أرض مهيأة، والدولة كانت مدركة لهذه الحقيقة جيدًا، ولذلك أولت هذا الملف أولوية قصوى".

وأضاف أن ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية خلال السنوات الماضية كان قرارًا استراتيجيًا يحمل بعدًا اقتصاديًا عميقًا، وأن هذه المشروعات مثلت القاعدة التي يمكن من خلالها إطلاق قطاعات متعددة مثل الصناعة والزراعة والخدمات اللوجستية.

من العشوائية إلى التخطيط

وأكد الشوادفي أن الدولة انتقلت من مرحلة إدارة الملفات الاقتصادية بأسلوب عشوائي إلى رؤية استراتيجية متكاملة، تعتمد على التخطيط العلمي طويل المدى، مبينًا أن الجهود التي تمت في هذا السياق لم تقتصر على المشروعات الكبرى فقط، بل شملت أيضًا تطوير القرى والمناطق النائية وربطها بشبكات الطرق الحديثة.

وأوضح أن هذه الرؤية لم تكن ممكنة دون الإرادة السياسية الحقيقية، والدعم المتواصل من القيادة السياسية، التي آمنت بأهمية التغيير الجذري في بنية الاقتصاد المصري.

الإصلاح بدء في الظهور

وأشار أستاذ الإدارة والاستثمار إلى أن مؤشرات الاقتصاد الكلي بدأت تعكس هذه الجهود، من خلال تحسن معدلات النمو، وزيادة حجم الصادرات، وتراجع معدلات البطالة تدريجيًا. كما أن البنية التحتية المتطورة أصبحت عنصر جذب رئيسي للشركات العالمية، التي بدأت تنظر إلى مصر كمركز إقليمي للتصنيع والخدمات.

واختتم الشوادفي حديثه بالتأكيد على أن أي مشروع اقتصادي لا يمكن أن ينجح دون قاعدة قوية تستند إليها، وأن ما حدث في مصر خلال السنوات الماضية هو إعادة تأسيس لهيكل الدولة الاقتصادي من الجذور، مضيفًا: "لن تُبنى دولة حديثة إلا ببنية تحتية متطورة، وهذا ما أنجزته مصر بالفعل في السنوات الأخيرة".

تم نسخ الرابط