عاجل

محمود عطا: سوق الكربون الطوعي خطوة تجاه انخفاض الانبعاثات الكربونية (فيديو)

سوق الكربون الطوعي
سوق الكربون الطوعي

أكد الدكتور محمود عطا، خبير أسواق المال، أن سوق الكربون الطوعي المنظمة باتت واحدة من الأدوات المهمة التي بدأت مصر في تبنيها مؤخرًا ضمن استراتيجيتها للتحول إلى الاقتصاد الأخضر وتقليل الانبعاثات الكربونية، فضًلا عن أن هذه السوق لا تقتصر على البعد البيئي فقط، بل تسهم في تعزيز المسؤولية المجتمعية للشركات، خاصة تلك التي تنتج عنها انبعاثات كربونية مرتفعة.

جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "اكسترا نيوز"، حيث أشار الدكتور عطا إلى أن هذه المنظومة ترتبط بشكل مباشر بما يُعرف بـ"شهادات خفض الانبعاثات الكربونية"، وهي شهادات تُمنح مقابل جهود موثقة لخفض البصمة الكربونية.

تطور يعزز آليات السوق

وأوضح خبير أسواق المال أن السوق الطوعية للكربون تشهد تطورًا تشريعيًا لافتًا، سواء في مصر أو على المستوى الدولي، وتحديدًا في فرنسا، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا بتنظيم آليات السوق وضمان شفافيتها ومصداقيتها، مضيفًا أن هذا التطور يعزز من قدرة الدول والمؤسسات على مراقبة الانبعاثات وقياس مدى التزام الشركات بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال: "أصبح من الضروري أن تتحمل الشركات الصناعية الكبرى مسؤوليتها تجاه البيئة، وسوق الكربون الطوعي هو أحد الأدوات العملية لتحقيق ذلك. الشركات التي تستهلك طاقة أو تُنتج انبعاثات كربونية يجب أن تدخل هذه السوق وتُظهر مدى التزامها".

هيئة الرقابة المالية

في سياق الإنجازات المحلية، أشار الدكتور عطا إلى أن هيئة الرقابة المالية المصرية أحرزت تقدمًا مهمًا في هذا المجال، من خلال إصدار حوالي 170 ألف شهادة خفض انبعاثات كربونية خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما اعتبره "نجاحًا كبيرًا وخطوة ملموسة على طريق تنظيم هذا القطاع الحيوي".

وأوضح أن هذه الشهادات تمثل اعترافًا رسميًا بجهود جهات متعددة نجحت في تقليل الانبعاثات بشكل فعّال وموثق، وهو ما يفتح الباب أمام تداولها في السوق الطوعي للكربون، محليًا وربما مستقبلاً على الصعيد الإقليمي والدولي.

المسؤولية المجتمعية للشركات 

وشدد عطا على أن سوق الكربون الطوعي ليست مجرد مبادرة بيئية، بل أصبحت ركيزة أساسية في إطار الالتزام بالمسؤولية المجتمعية للشركات، قائلاً: "هذه المنظومة تجعل الشركات أمام مسؤولياتها الحقيقية، فلم يعد مقبولًا أن تكون الممارسات الصناعية ضارة دون محاسبة أو إجراءات تعويضية".

وأشار إلى أن تبني السوق الطوعية للكربون يدعم جهود مصر في مواجهة التغيرات المناخية، كما يعزز من فرصها في جذب استثمارات جديدة تهتم بالمعايير البيئية والاستدامة.

واختتم الدكتور محمود عطا مداخلته بالتأكيد على أن سوق الكربون الطوعي تُعد واحدة من أبرز الأدوات التي ستلعب دورًا في صياغة ملامح الاقتصاد المصري خلال السنوات المقبلة، مشددًا: "نحن أمام مرحلة جديدة تتطلب من الجميع - دولة، شركات، مؤسسات - العمل سويًا لتحقيق التنمية المستدامة وتقليل الأثر البيئي".

تم نسخ الرابط