عاجل

رفيق عوض: تصريحات «جوتيريش» تكشف هشاشة النظام العالمي في محاسبة الاحتلال

الأمين العام للأمم
الأمين العام للأمم المتحدة

أكّد الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، أن المواقف الدولية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أظهرت بوضوح هشاشة النظام العالمي وعجز مؤسساته، وعلى رأسها الأمم المتحدة، عن محاسبة إسرائيل أو اتخاذ مواقف فاعلة تجاه الانتهاكات المتواصلة.

جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية للدكتور عوض عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث سلّط الضوء على موقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الذي لم يتوقف منذ بداية العدوان عن الإعراب عن صدمته من عجز المنظومة الدولية في إيقاف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

محاولات إسرائيل 

وأشار الدكتور عوض إلى أن إسرائيل حاولت، في المراحل الأولى من الحرب على غزة، ممارسة ضغوط قوية لإزاحة جوتيريش من منصبه، إثر تصريحاته التي اعتبرتها "افتراءات" وتعدٍ على "حقها في الدفاع عن النفس"، بحسب مزاعمها.

وقال: "إن تصريحات جوتيريش لم تكن سوى تأكيد على عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة، بل والمجتمع الدولي بأسره، عن الوقوف في وجه إسرائيل أو فرض الحد الأدنى من المحاسبة الدولية"، مضيفًا أن هذا العجز كشف عن طبيعة النظام العالمي الذي لا يقوم على قواعد القانون الدولي، بل على "البلطجة السياسية والتسلط والافتراء"، على حد تعبيره.

نظام دولي متهالك 

واعتبر رئيس مركز القدس للدراسات أن جوتيريش ربما يكون "آخر أمين عام يعكس ملامح نظام دولي في طريقه إلى التفكك"، مشيرًا إلى أن ما يجري في غزة وتبعاته السياسية والإنسانية كشف هشاشة هذا النظام وعدم قدرته على حماية الحقوق أو فرض الشرعية الدولية.

وأضاف: "ما نشهده اليوم ليس فقط مجازر تُرتكب بحق شعب أعزل، بل انهيار للقيم التي تأسست عليها المؤسسات الدولية، حيث باتت إسرائيل فوق المساءلة وفوق المحاسبة، وهو ما يشكك في مصداقية هذه المنظومات بالكامل".

الاعتراف الفرنسي بفلسطين

وفي سياق متصل، علّق الدكتور عوض على إعلان فرنسا مؤخرًا عن قرب اتخاذها قرارًا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرًا أن هذا الاعتراف - في حال تحققه فعليًا - سيكون له وقع سياسي كبير.

وأوضح أن اعتراف فرنسا من شأنه أن يفتح الباب أمام سلسلة من الاعترافات الدولية التي قد تُحدث توازنًا جديدًا في المشهد السياسي، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الدولة الفلسطينية المطوَّرة التي يتحدث عنها الغرب هي تلك التي ستديرها السلطة الفلسطينية وليس حركة "حماس".

رسائل وتغيرات محتملة 

وختم الدكتور عوض حديثه بالإشارة إلى أن الخطاب السياسي الأوروبي بدأ يشهد تحوّلًا ملحوظًا، وإن كان بطيئًا، في التعاطي مع الملف الفلسطيني، موضحًا أن الغرب بات يُدرك أن استمرار تجاهل الحقوق الفلسطينية قد يقود إلى انفجارات أكبر على مستوى الإقليم.

وأضاف: "الاعترافات لن تغير الواقع فورًا، لكنها ترسل رسائل مهمة بأن الرواية الفلسطينية بدأت تجد طريقها للاعتراف، وأن هناك وعيًا متناميًا بفشل الحلول القديمة".

تم نسخ الرابط