عاجل

ذعر جماعي... ماذا يحدث في الكونغو بعد سيطرة المتمردين على مدينة جوما

إجلاء العاملين في
إجلاء العاملين في المجال الإنساني في جوما

استولي متمردو حركة إم23، بدعم من رواندا، على مدينة جوما الشرقية، والتي تعد أكبر مدن جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما أثار أزمة متفاقمة.  

وبحسب تقرير للجارديان البريطانية، أثار هذا التطور حالة من الذعر على نطاق واسع، حيث أعلنت الحكومة الكونغولية أن الهجوم "إعلان حرب". 

ياتي سقوط جوما، وهي مركز اقتصادي وإنساني استراتيجي، بعد إنذار نهائي مدته 48 ساعة أصدره المتمردون يطالبون فيه باستسلام الجيش الكونغولي.

وفي بيان لها، أكدت جماعة إم23 المتمردة للسكان أن النظام سوف يظل قائماً، وحثتهم على الهدوء. ومع ذلك، لم يكن هناك رد فعل فوري من حكومة الكونغو الديمقراطية بشأن الاستيلاء على المدينة.

إجلاء الأمم المتحدة والمخاوف الأمنية

مع تصاعد التوترات، أفادت الأمم المتحدة بوجود "ذعر جماعي" في جوما. وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية في اجتماع طارئ لمجلس الأمن إن الوضع الإنساني أصبح خطيرا مع إغلاق المطار وقطع الطرق.

كإجراء احترازي، تم إجلاء موظفي الأمم المتحدة وعائلاتهم إلى رواندا صباح يوم الاثنين، مع تقارير عن انتظار 10 حافلات على الحدود للنقل. وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي أعمال نهب بالقرب من مستودع الجمارك بالمطار، وشوهدت مقاتلات مسلحة من حركة 23 مارس تقوم بدوريات في الضواحي الشمالية.

التورط المزعوم لرواندا ورد فعل الكونغو الديمقراطية

اتهمت حكومة الكونغو الديمقراطية رواندا بالتورط العسكري المباشر في الهجوم على غوما. وأكد المتحدث باسم الحكومة باتريك مويايا وجود قوات رواندية في المدينة، مشيرا إلى أن القوات الكونغولية تعمل على منع المزيد من إراقة الدماء. 

حث مويايا سكان جوما على البقاء في منازلهم والامتناع عن أعمال التخريب. وقد أدى وجود القوات الرواندية إلى تفاقم المخاوف من صراع إقليمي أوسع نطاقا، مما أضاف إلى الوضع المتقلب بالفعل.

زعمت حركة إم23 السيطرة على المدينة في حين استمرت المقاومة

أبلغ كورنيل نانجا، زعيم تحالف نهر الكونغو ـ وهو التحالف الذي يضم متمردي حركة إم23 ـ وكالة رويترز أن المتمردين سيطروا بشكل كامل على جوما. وزعم أن جنود الحكومة بدأوا في الاستسلام، لكنه أقر بأن العملية سوف تستغرق وقتاً. 

على الرغم من هذه التأكيدات، أكد تريفون كين كيي مولومبا، رئيس هيئة النقل الجوي، أن الجيش الكونغولي ما زال يسيطر على المطار، مما يشير إلى استمرار المقاومة.

اشتباكات عبر الحدود ونداءات الأمم المتحدة

تشير التقارير الواردة من مصادر الأمم المتحدة إلى أن قوات من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا تبادلت إطلاق النار عبر الحدود، مما أدى إلى تكثيف المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين البلدين. 

رد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالدعوة إلى وقف فوري لهجوم حركة إم23 والمطالبة بانسحاب جميع القوات الأجنبية من المنطقة. وجاء هذا النداء بعد وقت قصير من إعلان حركة إم23 النصر في جوما، الأمر الذي أجبر الآلاف من المدنيين على الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان.

هروب جماعي من السجن وتزايد المخاوف الإنسانية

وإضافة إلى الفوضى، هرب آلاف السجناء من السجن الرئيسي في جوما في وقت مبكر من يوم الاثنين، مستغلين الارتباك الناجم عن هجوم المتمردين. وأكد مسؤول السجن والسكان المحليون الهروب الجماعي، مما أثار المخاوف بشأن زيادة الجريمة وعدم الاستقرار في منطقة هشة بالفعل.

ردود الفعل والإدانات الدولية

استجاب المجتمع الدولي بسرعة للأزمة. وأدانت فرنسا تورط رواندا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأكد وزير الخارجية جان نويل بارو تضامنه مع الحكومة الكونغولية. وفي كلمته أمام مجلس وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل، أدان بارو تصرفات رواندا ودعا إلى اتخاذ تدابير عاجلة لاستعادة الاستقرار في المنطقة.

تم نسخ الرابط