لماذا جمّد ترامب الرسوم الجمركية؟.. ضغوط الأسواق والرسائل الدولية حسمت القرار

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق زيادات الرسوم الجمركية على عشرات الدول لمدة 90 يومًا، في خطوة مفاجئة وصفها مؤيدوه بأنها مناورة استراتيجية، بينما اعتبرها مراقبون تراجعًا تحت ضغط اقتصادي وسياسي متصاعد من الأسواق وكبار رجال الأعمال وحلفائه الجمهوريين.
 

ضغوط الأسواق والرسائل الدولية تحسم القرار

ووفقًا لتقرير نشره موقع «إكسيوس» الأمريكي، الذي أفادت بأن قرار ترامب جاء بعد جلسة مشاورات مكثفة مع وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك، واللذين كانا بجواره في المكتب البيضاوي أثناء كتابة المنشور الذي أعلَن من خلاله التجميد المؤقت على منصة «تروث سوشيال».

وأوضح أحد المسؤولين أن الرجلين نقلا للرئيس سيلًا من المكالمات والضغوط من دول راغبة في التفاوض، مشيرًا إلى أن الرسالة كانت واضحة: «لدينا عشرات الدول المستعدة للحوار، فلنمنحها فرصة».

محاولة لعزل الصين وتخفيف التوتر مع الحلفاء

الخطوة رُبطت أيضًا بتحركات صينية رفعت الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية، ما فسّره مستشارو ترامب بأنه فرصة لعزل بكين من خلال التقارب مع بقية الدول، وقال مسؤول في الإدارة: «الرسالة كانت أننا نضع حلقة حول الصين».

تداعيات الأسواق تقلب المعادلة

رغم إصرار ترامب لأيام على أن تراجع الأسواق لا يؤثر على قراراته، إلا أن استمرار هبوط البورصات وتصاعد القلق في سوق السندات وتراجع قيمة الدولار دفعته في النهاية إلى تغيير المسار، خاصة بعد مناشدات من قادة عالميين ورجال أعمال وممولين بارزين، حسب ما أفادت مصادر في الإدارة.

ارتياح مشوب بالحذر

وسجّلت الأسواق المالية الأمريكية قفزة فورية عقب الإعلان، كما ظهر الارتياح واضحًا على وجوه بيسنت ولوتنيك اللذين سارعًا إلى الإشادة بالرئيس أمام الكاميرات. وصرح مسؤول بوزارة الخزانة أن «لا أحد يتقن لعبة الضغط القصوى مثل الرئيس ترامب».

تساؤلات حول التذبذب والسياسة التجارية

ورغم الارتياح المؤقت، شكك العديد من الخبراء في منهج الإدارة المتقلب، وتساءلوا عن غياب الوضوح والاستراتيجية في ملف حساس كالتجارة الدولية. وعلّق الكاتب المحافظ ريتش لوري قائلاً: «الطريقة الأسهل للتفاوض مع الحلفاء وفرض رسوم على الصين.. كانت ببساطة التفاوض مع الحلفاء وفرض رسوم على الصين».

مفاوضات طويلة بقرارات شخصية

من المتوقع أن تبدأ الإدارة الأمريكية، بقيادة بيسنت ولوتنيك، مفاوضات ثنائية مع نحو 75 دولة، على أن تُعرض النتائج تباعًا على ترامب لاتخاذ القرار النهائي. وردًا على سؤال بشأن معاييره لاتخاذ قرارات الإعفاء الجمركي، قال ترامب: «الأمر يعتمد على الحدس أكثر من أي شيء آخر.. لا يمكنك استخدام الورقة والقلم، إنه حدس».