صفقات الغاز تقود استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية

في خطوة استراتيجية جديدة، أعلنت شركة "مبادلة للاستثمار"، صندوق الثروة السيادي لإمارة أبوظبي، عن دخولها الرسمي إلى سوق الغاز الأمريكي، من خلال استحواذها على أولى حصصها في مشاريع إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي بالولايات المتحدة، وذلك في ظل موجة استثمارات إماراتية ضخمة تتدفق إلى أمريكا.
 

وبحسب بيان مشترك، استحوذت "مبادلة للطاقة"، الذراع المتخصصة بالطاقة في الشركة، على حصة تبلغ 24% في شركة "سو تكس هولد كو" (SoTex HoldCo)، التابعة لشركة "كيميريدج" المتخصصة في استثمارات الأسهم الخاصة. وتشغل "سو تكس" حقلاً لإنتاج الغاز الصخري، كما تخطط لبناء محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال في ولاية لويزيانا. ولم يتم الكشف عن القيمة المالية للصفقة.

-ضخ استثمارات تصل إلى 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة

تأتي هذه الخطوة بعد تعهد إماراتي ضخم أعلن عنه البيت الأبيض الشهر الماضي، بضخ استثمارات تصل إلى 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، عقب لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي. وتشمل هذه الاستثمارات قطاعات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والصناعة.

وبموجب الاتفاق، تحصل "مبادلة للطاقة" على حصة في شركتي "كيميريدج تكساس غاز" و"كومنولث إل إن جي"، التابعتين لـ"سو تكس". ويبلغ الإنتاج الحالي لـ"تكساس غاز" أكثر من 500 مليون قدم مكعب يومياً، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 1.5 مليار قدم مكعب بحلول 2031. كما تستعد "كومنولث إل إن جي" لاتخاذ القرار النهائي بشأن إنشاء محطة لتصدير الغاز بطاقة 9.3 ملايين طن سنوياً في وقت لاحق من 2025.

-(أدنوك)  أول استثمار لها في قطاع الغاز الأمريكي

وتتزامن صفقة "مبادلة" مع أنباء عن توجه شركة "بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك) نحو أول استثمار لها في قطاع الغاز الأمريكي، ضمن خطتها التوسعية التي شملت العام الماضي الاستحواذ على أصول استراتيجية في أوروبا وأفريقيا والولايات المتحدة. وكانت "أدنوك" قد استحوذت في 2024 على حصة في مشروع "نيكست ديكيد" في تكساس، ووقعت عقد توريد لمدة 20 عاماً، كما دخلت مشروعاً للهيدروجين مع "إكسون موبيل".

وفي سياق متصل، كشفت "بلومبرج" أن "أدنوك" تدرس حالياً الاستحواذ على محفظة "مبادلة للطاقة"، التي تدير أصولاً تتجاوز قيمتها 330 مليار دولار.

تعكس هذه التحركات المتسارعة التحول الاستراتيجي للإمارات نحو تعزيز وجودها في أسواق الطاقة العالمية، واستغلال الفرص المتاحة في السوق الأمريكية لتأمين حصص مؤثرة في مستقبل الطاقة والغاز.