تمديد اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل..هل تنسحب تل أبيب قبل 18 فبراير؟

أعلنت الحكومة اللبنانية، اليوم، تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حتى 18 فبراير المقبل.
وجاء هذا القرار بالتزامن مع عدم التزام إسرائيل بالموعد المحدد لسحب قواتها من جنوب لبنان، وفقًا للاتفاق الذي تم توقيعه في 27 نوفمبر 2023 بين إسرائيل وحزب الله.
تفاصيل الاتفاق وتمديده
تم التوصل إلى اتفاق في 27 نوفمبر 2023 لإنهاء المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، حيث كان من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق الجنوبية في لبنان، تاركة إياها تحت سيطرة الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) بحلول يوم الأحد 26 يناير.
لكن إسرائيل أعلنت، في 26 يناير، أنها ستستمر في التواجد، معتبرة أن بيروت لم تلتزم بتنفيذ بنود الاتفاق.
وأعلنت الحكومة اللبنانية بعد مفاوضات مع الولايات المتحدة عن تمديد الاتفاق حتى 18 فبراير 2025.
ضغط دولي
من جانبه، ضغط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإتمام الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان، حيث طلب ماكرون من نتنياهو سحب القوات الإسرائيلية المتبقية في بيروت، مع التأكيد على ضرورة ألا تؤثر هذه العمليات على جهود السلطات اللبنانية لاستعادة سيادتها على كامل أراضيها.
وجاء في البيان الصادر عن الإليزيه أن الرئيس ماكرون أكد علي أهمية الحفاظ على استقرار لبنان ودعم السلطات اللبنانية في استعادة السيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.
مواجهات وقتلى في جنوب لبنان
ويأتي هذا التمديد بعد فترة من التوترات المستمرة في المنطقة، لا سيما في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في احتلال مناطق جنوب لبنان، حيث حاول العديد من السكان النازحين العودة إلى قراهم، أمس الأحد 26 يناير، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا.
المفاوضات حول الأسرى
وتناولت المفاوضات أيضًا قضية الأسرى اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، وأعلن البيت الأبيض في بيان، الأحد، أن الولايات المتحدة ستشارك في المفاوضات من أجل ضمان الإفراج عن هؤلاء الأسرى، وأكد رئيس الوزراء اللبناني أنه سيتم متابعة هذه المفاوضات ضمن إطار اتفاقية الهدنة القائمة.
قلق من استمرار التوترات
ولا تزال التوترات مستمرة في المنطقة، حيث يواجه لبنان تحديات كبيرة في تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان
وعلى الرغم من أن الجيش اللبناني بدأ في نشر قواته في بعض القرى الجنوبية التي كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، خاصة في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في نشر قواته في بعض المناطق الحدودية.
ومع تمديد اتفاق الهدنة حتى 18 فبراير 2025، يبقى الوضع في جنوب لبنان غامضًا، حيث تتزايد التوترات بين الأطراف المعنية، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، وسط دعوات مستمرة للمجتمع الدولي للتدخل لضمان تنفيذ الاتفاقات وضمان استقرار المنطقة.