تصعيد الحرب الاقتصادية.. كيف تستعد الصين لاستخدام ترسانتها في مواجهة أمريكا؟

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقريرها الصادر اليوم الخميس عن استراتيجيات الصين الجديدة التي تهدف إلى ضرب الولايات المتحدة عبر استخدام ترسانة من الأدوات الاقتصادية، وذلك في رد على الأزمة الحالية التي نشأت بسبب الحرب التجارية بين البلدين.
 

وأوضحت الصحيفة أن الصين قد عززت مواقفها في السنوات الأخيرة ببناء مجموعة من التدابير لمواجهة أمريكا في نقاط ضعفها، وتستعد الآن لاستخدام هذه الأدوات بشكل مكثف.

 حيث رفعت الصين الرسوم الجمركية على جميع الواردات الأمريكية إلى 84%، بعد أن قررت واشنطن فرض رسوماً بنسبة 104% على الواردات الصينية بداية من منتصف ليل الأربعاء.

إدراج 6 شركات أمريكية

وتنطوي هذه الإجراءات على زيادة الضغط على الشركات الأمريكية، خصوصاً تلك العاملة في مجالات التكنولوجيا المتطورة. 

فقد قامت الصين بإدراج 6 شركات أمريكية، مثل “Shield AI” و”سيرا نيفادا” المختصتين في الدفاع والفضاء، ضمن القائمة السوداء التجارية، كما فرضت ضوابط تصدير على 12 شركة أمريكية أخرى.

واعتبر التقرير أن هذا التحرك من الصين يعكس استراتيجية هجومية واسعة النطاق تركز على إضعاف الشركات الأمريكية وتعزيز موقفها في الحرب التجارية.

 وجاء رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سريعاً، حيث أعلن عن زيادة الرسوم الجمركية على الصين إلى 125%، مما يعكس التصعيد المتزايد بين الطرفين.

وعلى الرغم من أن ترامب يعتمد بشكل كبير على الرسوم الجمركية كأداة رئيسية في سياسته الاقتصادية، يرى التقرير أن الصين تبنت استراتيجية أكثر تنوعًا، تشمل فرض ضوابط تصدير للمواد الحيوية التي تعتمد عليها الشركات الأمريكية، بالإضافة إلى استخدام التحقيقات التنظيمية كأداة للضغط على الشركات الأمريكية. 

حرب اقتصادية طويلة

كذلك، تركز الصين على حث الشركات الأمريكية على التخلي عن ملكيتها الفكرية أو فقدان القدرة على الوصول إلى السوق الصينية.

وتسلط هذه التدابير الضوء على قدرة الرئيس الصيني شي جين بينغ على الدخول في حرب اقتصادية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، حيث يعتبر الكثيرون أن بكين قد طورت استراتيجية تتيح لها ميزة غير متكافئة في هذه المواجهة.

كما أشار إيفان ميديروس، المسؤول السابق في الأمن القومي الأمريكي، إلى أن الصين قد أعدت هذه الأدوات بشكل منهجي للتأثير على الاقتصاد الأمريكي وتقليل تكلفتها. 

وقال، إن الصين مستعدة للقتال طويل الأمد في هذه الحرب التجارية، مما يعزز من قدرتها على فرض ضغوط كبيرة على الولايات المتحدة.

من جانبها، أكدت وزارة التجارة الصينية أن الصين مستعدة للمضي قدماً في المواجهة الاقتصادية مع الولايات المتحدة، قائلة: “إذا أصرت الولايات المتحدة على موقفها، فإن الصين ستستمر في القتال حتى النهاية”.

وأضافت وزارة الخارجية الصينية أن بكين ستتخذ إجراءات حاسمة للدفاع عن مصالحها، بينما تركت الباب مفتوحًا للتفاوض بشرط المساواة والاحترام المتبادل.