الانتشار السريع لمرض أكل اللحم يثير القلق في الولايات المتحدة

كشفت دراسة أمريكية حديثة عن ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بعدوى العقديات الغازية من المجموعة (أ)، المعروفة إعلامياً باسم "مرض أكل اللحم"، حيث تضاعفت الإصابات أكثر من الضعف منذ عام 2022، هذه البكتيريا الخطيرة، التي تسبب أمراضاً مميتة مثل التهاب اللفافة النخرية والإنتان، تهدد بشكل خاص الفئات الهشة، بما في ذلك مرضى الأمراض المزمنة ومتعاطو المخدرات والمشردون، مما دفع الخبراء إلى إطلاق تحذيرات عاجلة حول ضرورة تعزيز الوقاية والاستجابة السريعة.
نُشرت الدراسة في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) بعد عقد كامل من المراقبة النشطة لأكثر من 35 مليون شخص في 10 ولايات أمريكية، منها كاليفورنيا ونيويورك وجورجيا، وأظهرت النتائج أن معدل الإصابة قفز من 3.6 حالة لكل 100 ألف شخص إلى 28.2 حالة، أي ما يقارب 8 أضعاف، مع توقع ارتفاع العدد بشكل أكبر إذا شملت الدراسة جميع الولايات.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الزيادة غير المسبوقة تعكس تطوراً خطيراً في سلوك البكتيريا العقدية المقيحة (Streptococcus pyogenes)، التي تتحول من عدوى بسيطة مثل التهاب الحلق إلى غزو الأنسجة العميقة ومجرى الدم، مما يؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة، وفقا لما نشره موقع الهند الأن.

الفئات الأكثر عرضة للخطر
رصدت الدراسة أن الفئات التالية هي الأكثر تضرراً:
- مرضى الأمراض المزمنة: خاصة المصابين بالسكري والسمنة، حيث تضعف مناعتهم وتصبح جروحهم بوابة سهلة للبكتيريا.
- متعاطو المخدرات بالحقن: بسبب استخدام الإبر الملوثة وسوء الظروف الصحية.
- المشردون: حيث سجلت هذه الفئة أعلى معدل إصابة، مع زيادة تقارب 10 أضعاف، نتيجة لضعف النظافة الشخصية والازدحام في الملاجئ.
كيف يهاجم "مرض أكل اللحم" الجسم؟
تنتقل بكتيريا العقدية الغازية عبر الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة (مثل مقابض الأبواب)، ثم تغزو الجروح أو الأغشية المخاطية. وتظهر الأعراض المبكرة على شكل:
- حمى شديدة.
- ألم واحمرار وتورم سريع الانتشار.
- دوخة وانخفاض ضغط الدم.
- آلام البطن والغثيان.
وإذا لم تُعالج فوراً، تتحول إلى التهاب اللفافة النخرية، حيث تتدمر الأنسجة تحت الجلد، أو متلازمة الصدمة السامة التي تؤدي إلى فشل الأعضاء.
الوقاية
يؤكد الخبراء أن الوقاية ممكنة عبر:
1. النظافة الشخصية**: غسل اليدين بانتظام، خاصة بعد لمس الأسطح العامة.
2. العناية بالجروح: تطهير أي خدش أو قطع فوراً وتغطيته.
3. الاستجابة السريعة: التوجه للطبيب عند ظهور أعراض غير طبيعية، مثل ألم جلدي سريع التدهور.
4. حماية الفئات الضعيفة: توفير رعاية صحية استباقية للمشردين ومرضى الأمراض المزمنة.
تُظهر هذه الدراسة أن العقدية الغازية لم تعد مجرد عدوى نادرة، بل تحولت إلى تهديد صحي واسع النطاق، خاصة مع تفاقم عوامل الخطر مثل التشرد وأزمات الصحة العامة. وتكشف الأرقام عن حاجة ملحة لتعزيز المراقبة الوبائية وتحسين إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، قبل أن يتحول هذا المرض إلى أزمة أكبر.