حسم موعدها.. العراق يحدد 11 نوفمبر موعد الانتخابات التشريعية

في إطار التحضيرات للانتخابات التشريعية المقبلة في العراق، والتي حدد موعدها رسمياً في 11 نوفمبر 2025، أعلنت الحكومة العراقية عن استعداداتها لتنظيم هذا الاستحقاق الهام وسط توقعات بتحديات سياسية وأمنية.
ويأتي هذا الموعد بعد ساعات من تصويت مجلس الوزراء على تحديد تاريخ الانتخابات، وهو ما أكدته المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، جمانة الغلاي، التي أفادت بأن المفوضية جاهزة تماماً لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد.

البرلمان العراقي الحالي والتحالفات السياسية
يتألف البرلمان العراقي الحالي من 329 نائباً، يمثل العديد منهم الأحزاب الشيعية التي شكلت القوة السياسية الكبرى في البلاد بعد عام 2003.
وتعكس هذه التركيبة السياسية هيمنة التحالفات الشيعية على المشهد البرلماني، وهو ما أسهم في وصول رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، إلى منصبه الحالي من خلال تحالف الإطار التنسيقي.
تتوزع مقاعد البرلمان بين الأحزاب الكبرى التي تضم حلفاء محليين وإقليميين، بما في ذلك التيار الصدري، الذي رغم شعبيته الواسعة في الشارع العراقي، أعلن عن عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة.
وهو القرار الذي لاقى استجابة واسعة من أنصار التيار، الذين التزموا بتوجيهات مقتدى الصدر، الزعيم الروحي للتيار الصدري، والذي كان قد حصد 73 مقعداً في الانتخابات البرلمانية السابقة عام 2021.

تمثيل المرأة والأقليات في البرلمان
من أبرز ملامح البرلمان العراقي هو تمثيل النساء الذي لا يقل عن 25% من المقاعد، وذلك وفقاً لنظام الحصص المعتمد في الانتخابات. ويشكل هذا المعيار خطوة هامة نحو تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية، وهو جزء من مساعي العراق لتحقيق مساواة سياسية بين الجنسين في ظل التحديات المجتمعية والسياسية.
كما أن الأقليات في العراق تتمتع بتمثيل نسبي في البرلمان، حيث يتوزع التسعة مقاعد المخصصة لهم بين المسيحيين (خمسة مقاعد)، بالإضافة إلى مقعد واحد لكل من الأيزيديين، الشبك، الصابئة، و الأكراد الفيليين.
تحديات وحضور التيار الصدري
تعتبر الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق هي الدورة السادسة منذ الغزو الأمريكي في عام 2003 الذي أطاح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وستجرى الانتخابات في ظل التحديات السياسية المتزايدة في البلاد، فضلاً عن الوضع الأمني المتقلب.
ورغم إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن انسحاب التيار من الانتخابات المقبلة ورفض أنصاره الترشح أو التصويت، فإن الصدر كان قد حقق نتائج مهمة في الانتخابات الأخيرة عام 2021، حيث حصل تياره على 73 مقعداً من مجموع 329 مقعداً في مجلس النواب.

الاستعدادات اللوجستية والأمنية
وبالحديث عن الاستعدادات اللوجستية، أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن جميع الإجراءات التقنية والتنظيمية جاهزة لضمان سير العملية الانتخابية بيسر وسلاسة. وفي الوقت نفسه، تواصل الحكومة العراقية وضع الترتيبات الأمنية اللازمة لضمان سلامة الناخبين والمراقبين في مختلف أنحاء البلاد.
ويتوقع أن تشهد الانتخابات المقبلة منافسة شديدة بين القوى السياسية العراقية المختلفة، في وقت تسعى فيه الأحزاب السياسية إلى توسيع نفوذها، والتأثير في العملية السياسية التي قد تسهم في تحديد مستقبل العراق على المدى الطويل.