داليا زيادة تثير الجدل حول علاقتها بمركز القدس الأمني الإسرائيلي

أثار تقرير نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حول الباحثة المصرية داليا زيادة، تساؤلات واسعة بشأن علاقتها بمؤسسات إسرائيلية، بعد أن تم تقديمها كـ "باحثة في مركز القدس لدراسات الأمن والشؤون الخارجية الإسرائيلي". وبالبحث والتدقيق حول هذا الأمر؛ تبين أن داليا زيادة، تعمل بالفعل لصالح هذا المركز، وتعرف على موقعه الرسمي بوصفها "زميلة أولى للأبحاث الدبلوماسية"، حيث تظهر سيرتها الذاتية ضمن قائمة الخبراء في المركز.
خدمة المصالح الإسرائيلية
ويعتبر مركز القدس، واحدًا من أبرز المراكز البحثية التي تركز على القضايا الأمنية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ويضم مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية البارزة في المجالين السياسي والعسكري، مثل وزير الدفاع السابق موشيه يعلون، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق عوزي أراد، ورئيس هيئة الأركان السابق بيني جانتز. وتتمحور أبحاث المركز حول خدمة المصالح الأمنية الإسرائيلية وتحليل التطورات الإقليمية، بالإضافة إلى تقديم الدعم لجيش الاحتلال الإسرائيلي. كما يعمل المركز على مناهضة حركة المقاطعة BDS و"معاداة السامية ضد دولة إسرائيل".
لقاء "زيادة" برئيس مركز القدس
وبدأ المركز منذ فبراير 2025، في نشر تقارير ومقالات للدكتورة داليا زيادة، تتناول فيها القضايا الإقليمية والدولية. كما استضافها رئيس المركز في لقاء مصور لمناقشة آراء العرب حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. تُعرَف داليا زيادة بأنها "كاتبة مصرية حائزة على عدة جوائز"، كما أنها شغلت مناصب قيادية في مراكز أبحاث ومنظمات مجتمع مدني، وعُرفت بمعارضتها الشديدة لجماعة الإسلام السياسي وبتحقيقها لمشاريع سلام في منطقة الشرق الأوسط.
أما عن العلاقة الطويلة بين مركز القدس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد بدأت منذ عام 2007، حيث قام نتنياهو بنشر أبحاث ودراسات باسمه على موقع المركز، وهو ما يعزز من الروابط الوثيقة بينه وبين المركز.
الدفع مقابل القتل
من أبرز الأدوار التي قام بها مركز القدس للدراسات هو إطلاقه مبادرة "الدفع مقابل القتل"، التي تابعت المدفوعات التي تقدمها السلطة الفلسطينية لصندوق الشهداء، مما ضغط على السلطة الفلسطينية وأدى إلى إصدار الرئيس محمود عباس قرارًا بإلغاء القوانين المنظمة لهذا الصندوق ووقف تحويل الأموال إليه.
كما دعم المركز مشروع قانون "تعويض ضحايا الإرهاب" في الكنيست الإسرائيلي، وهو ما مهد الطريق لمستوطنين إسرائيليين لرفع دعاوى ضد السلطة الفلسطينية للحصول على تعويضات.
موقفها من القضايا الإقليمية
ومع هذه العلاقة المثيرة للجدل بين داليا زيادة ومركز القدس، يبقى السؤال حول تأثير هذا التعاون على مصداقية آراء الباحثة في القضايا السياسية والإقليمية. في ظل الدور المؤثر الذي يقوم به المركز في دعم المصالح الإسرائيلية، وخاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن تفاعل داليا زيادة مع مثل هذا المركز يثير تساؤلات حقيقية حول موقفها من القضايا الإقليمية وعلاقاتها مع السلطات الإسرائيلية.