عاجل

محمد وازن: زيارة ماكرون لمصر أربكت الداخل الإسرائيلي

ماكرون والسيسي في
ماكرون والسيسي في العريش

قال محمد وازن، الباحث في الشؤون الإسرائيلية والدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى مصر، مثّلت ضربة دبلوماسية لإسرائيل، وخلقت حالة من التوتر والقلق وأربكت الداخل الإسرائيلي، خصوصًا بعد خطابه القوي في مدينة العريش، الذي أكد فيه رفض فرنسا القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين.

وأوضح وازن، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "90 دقيقة" مع الإعلامية بسمة وهبة عبر قناة "المحور"، أن خطاب ماكرون لم يكن مجرد تصريح عابر، بل حمل رسالة أوروبية جديدة قد تُعيد رسم خريطة المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما أزعج الحكومة الإسرائيلية بشدة.

زيارة في توقيت حساس

وأشار الباحث إلى أن توقيت الزيارة كان حاسمًا، حيث جاءت مباشرة بعد زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، والتي وصفها بأنها "فاشلة ومخيبة للآمال"، فقد كان نتنياهو يأمل في الحصول على دعم سياسي واضح من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلا أن النتائج جاءت عكس التوقعات، وتركته في موقف محرج.

وأضاف أن هذه الخيبة، بالتزامن مع المواقف القوية لماكرون من القاهرة، خلقت مزيجًا من الارتباك والقلق داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية، التي بدأت تدرك أن المعادلة الدبلوماسية قد تتغير.

قلق من الدور المصري 

ولفت "وازن" إلى أن ردة الفعل الإسرائيلية على زيارة ماكرون لمصر كانت سريعة وحادة، حيث اعتبر الإسرائيليون أن القاهرة باتت تتحرك في دائرة تأثير أكبر على المسرح الدولي، ما قد يضعف النفوذ الإسرائيلي، ويقوّي من موقع الفلسطينيين في أي مفاوضات قادمة.

وأكد أن هذه المخاوف لم تكن حكرًا على النخب السياسية والعسكرية فقط، بل تسربت أيضًا إلى المجتمع الإسرائيلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شهدت المنصات موجة من التعليقات والقلق الشعبي، تعكس تخوفات من فقدان إسرائيل للدعم الدولي الذي كانت تعتمد عليه لسنوات.

تحولات أوروبية

وأوضح "وازن" أن الزيارة حملت مؤشرات واضحة على تغير الموقف الأوروبي، مشيرًا إلى أن دعم ماكرون للفلسطينيين لم يكن فرديًا، بل يعكس تحولًا تدريجيًا في المزاج السياسي داخل أوروبا، الذي بات أكثر انتقادًا لإجراءات الاحتلال، خاصة بعد مشاهد القصف والتهجير في غزة.

وتابع أن هذه التحولات الأوروبية قد تفتح الباب أمام تحركات دبلوماسية أوسع لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وربما الدفع نحو حل سياسي حقيقي يُنهي عقودًا من الصراع.

رسائل سياسية تضغط 

كما بيًن محمد وازن أن زيارة ماكرون أسهمت في تعزيز الضغط الدولي على القيادة الإسرائيلية، وأظهرت أن هناك إرادة دولية متزايدة لوقف جرائم التهجير والانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، لافتًا إلى أن الدور المصري الفاعل، المدعوم بمواقف أوروبية واضحة، قد يُعيد التوازن في التعاطي الدولي مع القضية الفلسطينية، ما يشكل تحولًا مهمًا في مسار الصراع.

تم نسخ الرابط