بعد عودة السودانيين إلى بلادهم.. هل تنخفض أسعار الإيجارات في مصر؟

تشهد الفترة الحالية تراجعًا ملحوظًا في أعداد السودانيين المقيمين في مصر، حيث بدأ العديد منهم في العودة إلى بلادهم بعد أن تمكن الجيش السوداني من تحرير العديد من المناطق، في ظل دعوات من الحكومة السودانية للمواطنين الذين غادروا البلاد بسبب الأوضاع الأمنية للعودة والمساهمة في إعادة إعمار منازلهم ومناطقهم.
وخلال السنوات الماضية، تسبب إقبال أعداد كبيرة من السودانيين إلى مصر في التأثير على سوق الإيجارات، حيث شهدت الأسعار ارتفاعًا غير مسبوق، مما أدى إلى تضاعف تكاليف الإيجار في بعض المناطق.
ومع عودة عدد كبير من هؤلاء المواطنين إلى السودان، يطرح العديد من المواطنين تساؤلات حول تأثير هذا التراجع في الأعداد على أسواق الإيجارات في مصر، وهل ستنخفض الأسعار نتيجة لتراجع الطلب؟.
يقول المستشار أسامة سعد الدين، المدير التنفيذي لغرفة التطوير العقاري، إن تراجع أعداد السودانيين في مصر سيكون له تأثير كبير على سوق الإيجارات في الفترة المقبلة.
وأضاف المدير التنفيذي لغرفة التطوير العقاري في تصريحات لـ "نيوز رووم" أن هذا التراجع قد يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في أسعار الإيجارات خلال الأشهر القليلة القادمة، حيث تسببت الزيادة في أعداد السودانيين في مصر في رفع أسعار الإيجارات بشكل غير مسبوق.
وأشار سعد الدين إلى أن الطلب على الإيجارات قد يتأثر بشكل واضح نتيجة لعودة العديد من السودانيين إلى بلادهم، وهو ما سيؤدي إلى تعديل الأسعار بشكل طبيعي، موضحا أن تأثير هذا التراجع على سوق العقارات بشكل عام، خاصة فيما يتعلق بأسعار بيع العقارات، قد يكون محدودًا، حيث أن شراء العقارات لم يكن الخيار الأول بالنسبة للكثير من السودانيين الذين كانوا يفضلون الإيجار على التملك.
وتابع أسامة سعد الدين،أن الأسعار قد تتراجع في قطاع الإيجارات، ولكن من غير المرجح أن تشهد أسعار العقارات انخفاضًا كبيرًا في الوقت القريب، مشيرًا إلى أن هذه التحولات قد تستغرق بعض الوقت لتظهر نتائج ملموسة في السوق.
من جانبه يقول عبد الحميد جادو، الخبير العقاري، إن تراجع أعداد السودانيين الذين يعودون إلى بلادهم من المتوقع أن يتسبب في تراجع أسعار إيجارات العقارات في مصر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف الخبير العقاري في تصريحات لـ "نيوز رووم" أن إقبال السودانيين بكثرة خلال الفترة الماضية ليس العامل الوحيد في زيادة أسعار الإيجارات وتحديد أسعار العقارات بشكل عام.
وتابع جادو أن ارتفاع الإيجارات يرتبط بعدد من العوامل الأخرى التي تؤثر على سوق العقارات، مثل زيادة تكلفة مواد البناء وارتفاع أسعار الأراضي، ما يؤدي في النهاية إلى زيادة الأسعار سواء في التمليك أو الإيجار.
وأوضح جادو أن قطاع العقارات يتأثر بشكل مباشر بالمناخ الاقتصادي العام، إذ يتأثر هذا القطاع، مثل غيره من الصناعات، بالظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وأكد جادو أن نزوح السودانيين من مصر ليس العامل الوحيد المؤثر على أسعار العقارات، مشيرًا إلى أن الأسعار تتأثر أيضًا بتقلبات العرض والطلب في السوق، موضحا أنه كلما كان المعروض أقل من الطلب، ارتفعت الأسعار، بينما تنخفض عندما يتجاوز العرض الطلب.
وأشار الخبير العقاري إلى أن الطلب على العقارات يختلف من منطقة إلى أخرى، حيث يلاحظ تأثيرًا أكبر في القاهرة الكبرى نتيجة زيادة أعداد السودانيين، بينما لا ينعكس ذلك بنفس القوة في المحافظات الأخرى، التي لا تشهد تغيرات ملحوظة في الطلب.
وتابع جادو بتأكيده على أن صناعة العقارات تتأثر بعدد من العوامل الاقتصادية، ولا يمكن حصرها في عامل واحد فقط، مشيرا إلى أهمية البحث عن العوامل التي تسهم في استقرار هذه الصناعة، خاصة أن العقار يعد من الصناعات الرئيسية التي تؤثر بشكل كبير في أي اقتصاد.
وأكد الخبير العقاري، على ضرورة العمل على تقليل تكاليف صناعة العقارات لتلبية احتياجات المجتمع، من خلال توفير المسكن المناسب بالسعر الملائم.