حرب تكسير العظام.. ترامب يُصعّد ضد الصين ويطمئن الشركاء 90 يوم

في خطوة تصعيدية جديدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء عن رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 125%، بعد ساعات من إعلان الصين زيادة الضرائب على الواردات الأمريكية إلى 84%. 

وتأتي هذه الخطوات في إطار حرب تجارية متصاعدة تهدد بتعطيل التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، وتفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية.

الصين ترد بتصعيد

القرار الصيني بزيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية جاء ردًا على القرار الأمريكي برفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 104%، في إطار سياسة جديدة استهدفت شركاء الولايات المتحدة التجاريين حول العالم.

ولم تقتصر ردود الفعل على الصين فقط، بل أقدمت كل من أوروبا وكندا في نفس اليوم على فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الأمريكية.

90 يوم لتهدئة الشركاء

في تعليقه على قرار الصين، اعتبر ترامب أن هذا التصعيد يثبت عدم احترام الصين، مما دفعه إلى رفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 125%. 

كما أعلن عن وقف الرسوم الجمركية على معظم البلدان الأخرى لمدة 90 يومًا، في محاولة لتهدئة التوترات مع شركاء آخرين.

تهديدات متبادلة

الصين، التي تمثل مصدرًا رئيسيًا للواردات الأمريكية، أكدت في بيان لها عزمها على "القتال حتى النهاية" في حال استمرت الولايات المتحدة في تصعيد القيود الاقتصادية والتجارية. 

وقالت وزارة التجارة الصينية إنها تمتلك "الإرادة والوسائل الوفيرة" للرد على أي إجراءات أمريكية.

كما فرضت بكين قيودًا على التعامل مع نحو 12 شركة أميركية وأعلنت عن نيتها تقديم تحدٍ للرسوم الجمركية الأميركية في منظمة التجارة العالمية.

أرقام ضخمة

على الرغم من التصعيد الأخير، لا تزال الصين تحتل المرتبة الثالثة كأكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، بعد المكسيك وكندا. في العام الماضي، صدرت الولايات المتحدة 199 مليار دولار من السلع إلى الصين، بينما صدرت الصين 463 مليار دولار إلى الولايات المتحدة. كانت الصين المصدر الأول للواردات الأميركية حتى عام 2022، لكن التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة أدت إلى تغير هذه الديناميكية.

الشركاء الأوروربيون

من جانبها، اتهمت غرفة التجارة الأوروبية في الصين الولايات المتحدة بالتراجع عن المبادئ الأساسية التي قامت عليها سياساتها التجارية. وأشارت إلى أن زيادة الرسوم الجمركية ستؤثر بشكل كبير على الشركات الأوروبية المصدرة من الصين إلى الولايات المتحدة، مما سيجبرها على إعادة تقييم نماذج أعمالها وسلاسل توريدها.

وأكدت الغرفة أن هذه الزيادات ستؤدي إلى ارتفاع تكاليف التشغيل وزيادة الأسعار بالنسبة للمستهلكين.

واشنطن وبكين.. طريق صعب

على الرغم من أن هناك رغبة من بعض الأطراف في استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن الطريق إلى حل هذه النزاعات يبدو صعبًا للغاية. في هذا السياق، قالت ويندي كاتلر، مسؤولة التجارة الأميركية السابقة، إن مسار المفاوضات لن يكون سهلاً، خاصة مع تصاعد الجهود من كلا الجانبين وتوقف التفاعل الثنائي تقريبًا.

لن نتنازل

من جهة أخرى، أكدت الصين أنها ليست مهتمة بالتنازل في المفاوضات كما فعلت بعض الدول الأخرى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: "إذا كانت الولايات المتحدة تريد حل القضايا من خلال الحوار، فيتعين عليها أن تتبنى موقف المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة".