في ذكرى ميلاد هشام سليم.. قصة تحول ابنته من نورا إلى نور

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل هشام سليم، الذي وُلد في 27 يناير 1958 بالقاهرة، ورحل عن عالمنا في 22 سبتمبر 2022 عن عمر ناهز 64 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا خالدًا، ملأه بالأدوار المميزة التي شكّلت علامات في تاريخ السينما والدراما المصرية.
تجربة إنسانية لـ هشام سليم
بعيدًا عن حياته الفنية، مرّ هشام سليم بتجربة إنسانية أثارت اهتمام الرأي العام، حينما دعم ابنته نورا، التي قررت أن تخضع لعملية تحول جنسي لتصبح "نور" بعد 18 عامًا من ميلادها.
كان نور يعاني من اضطرابات في الهوية الجنسية، وهو ما دفعه للبحث والتقصي حتى يفهم وضعه، كما صرّح في لقاءات سابقة عن محاولاته للتأقلم مع واقعه الجديد في مجتمع لا يتقبل مثل هذه القضايا بسهولة.
في عام 2020، تحدث نور عن معاناته مع شعور العزلة والاضطراب قبل أن يتصالح مع نفسه، قائلًا إنه كان يفتقد الشعور بالاستقرار، وكان يفكر في إنهاء حياته بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية، لكنه وجد القوة لتقبل نفسه ومواجهة العالم، مؤكدًا أنه لم يُفصح لعائلته عن أزمته إلا بعد أن وصل إلى قرار نهائي بشأن مصيره.
وأضاف: كنت بحاول أتعامل مع وضعي لوحدي، مكنتش عارف حد مرّ بنفس التجربة هنا، وفكرت في الاستسلام كتير، لكن قررت في النهاية أحب نفسي وأواجه، وأكد أن والده كان الداعم الأكبر له في هذه الرحلة، وهو ما منحه القوة للاستمرار.
هشام سليم يتحدث عن أزمه ابنته نورا
أما هشام سليم، فأظهر تفهمًا ودعمًا غير محدود لابنه، حيث أكد في عدة مناسبات أن دوره كأب هو أن يساند نور، مشيرًا إلى أنه أدرك وجود خلل ما منذ ولادته، وظلّ يراقب الوضع حتى أُثبتت صحة شكوكه.
وتحدث هشام سليم بشجاعة عن معاناة ابنه خلال هذا التحول قائلا: بنتي نورا بقت ابني نور. أنا كأب شفت معاناته منذ طفولته، ولم أتردد لحظة في دعمه عندما قرر يلاقي ذاته.
وفي لقاء مع برنامج شيخ الحارة والجريئة، دعا هشام المجتمع إلى التعاطف مع الأشخاص الذين يعيشون مثل هذه التجارب بدلا من انتقادهم، مضيفًا: ربنا رحمته واسعة، ومحدش من حقه يحكم على حد، ابني بيبحث عن الرحمة ليعيش، وهذا ما يجب أن نقدمه له.
لماذا لم يأخذ رأي الدين؟
وفي لقاء آخر مع برنامج جعفر توك على قناة دويتشه فيله العربية، كشف الفنان الراحل أنه رغم مخاوفه بشأن مستقبله، لم يلجأ للاستشارات الدينية أو الطبية خلال طفولته لتجنب أي آثار نفسية قاسية.
وقال هشام سليم: لم أستشر الدين لأن الرد قد يكون قاسيًا، الله خلقنا جميعًا وسيحاسبنا وحده، وليس من حق أحد أن يحكم علينا.
كما أكّد نور اتفاقه مع رأي والده، موضحًا: هذا الأمر بيني وبين ربي فقط. إذا كنت ترى ما فعلته خطأ، حاول أن تفهم ما مررت به. أطمح فقط لأن أكون إنسانًا صالحًا، وإن لم تفهمني، الحوار قد يساعدنا على التقارب بدلاً من الكراهية.
كان موقف هشام سليم تجاه ابنه نموذجًا للتسامح والتقبل الذي لاقى إشادة كبيرة من الفنانين والجمهور، إذ عبّر عن إنسانية فريدة في التعامل مع قضية شائكة، وبهذا ظلّ هشام سليم رمزًا ليس فقط للفن المبدع ولكن أيضًا للأب الذي لم يتخلّ عن دوره في أصعب الظروف