عاجل

استشاري نفسي: العنف الأسري جرح لا يندمل في نفسية الطفل (فيديو)

العنف الأسري
العنف الأسري

حذر الدكتور نور أسامة، استشاري نفسي وتعديل سلوك، من الآثار الخطيرة والممتدة للعنف الأسري على الأطفال، مؤكدًا أن العنف سواء كان جسديًا أو معنويًا يُعد من أكثر الممارسات تدميرًا لنمو الطفل النفسي والاجتماعي، موضحًا أن الطفل حين يتعرض للعنف من أقرب الأشخاص إليه، خاصة في سنواته الأولى، فإن ذلك يترك أثرًا نفسيًا قد يرافقه مدى الحياة.

وخلال ظهوره في برنامج "البيت" الذي تقدمه الإعلامية مروة شتلة على قناة "الناس"، أكد الدكتور أسامة أن العنف الأسري لا يقتصر فقط على الضرب، بل يمتد إلى الصراخ المستمر، التهديد، الإهانة، والتجاهل العاطفي، وهي أشكال من العنف تؤثر بشكل بالغ في بنية شخصية الطفل وتقديره لذاته.

مرحلة تأسيس الطفل

أوضح الدكتور نور أن الفترة من الولادة حتى سن أربع سنوات تُعد المرحلة الأخطر والأكثر تأثيرًا في تكوين شخصية الطفل، حيث يُبنى خلالها أساس النمو العاطفي والسلوكي. وشدد على أن الأطفال في هذه المرحلة يحتاجون إلى دعم نفسي وعاطفي مكثف، مشيرًا إلى أن غياب هذا الدعم أو تعويضه بالعنف يؤدي إلى مشكلات مستقبلية كصعوبة التركيز، العدوانية، الخجل الزائد، أو الانطواء.

وقال: "إذا لم يحصل الطفل على قدر كافٍ من الحنان والتفاهم، سيعاني من مشاكل في التفاعل الاجتماعي داخل المدرسة أو مع أقرانه، كما قد يظهر عليه نقص في الثقة بالنفس أو شعور دائم بعدم الأمان".

شخصية الطفل 

أضاف الاستشاري النفسي أن ملامح شخصية الطفل تبدأ بالظهور بشكل أكثر وضوحًا بعد عمر خمس سنوات، حيث تبدأ سمات مثل الجرأة أو الخجل، والثقة بالنفس أو التردد في التبلور. وأكد أن هذه السمات ليست عشوائية، بل تعكس أسلوب التربية والتعامل الذي تلقاه الطفل في سنواته الأولى.

وشدد على أهمية تنشئة الطفل في بيئة آمنة وداعمة نفسيًا، وقال: "إذا نُشئ الطفل في بيئة يسودها الحب والاحترام، سيتعلم الثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن مشاعره. أما إذا نشأ في جو من التوبيخ والصراخ، فقد يفقد الشعور بالأمان وينمو بشخصية قلقة وضعيفة".

الدكنور نور أسمامة 
الدكنور نور أسمامة 

تربية قائمة على الوعي

أكد الدكتور نور أن دور الأهل لا يقتصر على الرعاية الجسدية، بل يشمل بناء الجانب النفسي والعاطفي لأطفالهم. وقال: "الأهل يتحملون مسؤولية كبيرة في السنوات الأولى، والتربية السليمة يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل، الحوار، والتشجيع لا على التخويف والعقاب".

واختتم حديثه بالدعوة إلى ضرورة نشر الوعي بين الأهل حول مخاطر العنف الأسري وتأثيراته الممتدة، مشيرًا إلى أن إصلاح المجتمع يبدأ من داخل البيت، وأن الأطفال الذين يتلقون حبًا وتفاهمًا في طفولتهم هم الأكثر قدرة على بناء علاقات صحية وتحقيق التوازن النفسي في المستقبل.

تم نسخ الرابط