عاجل

خالد الجندي يحذر من فتور العبادة: "يجعلها شكلية ويقتل روحها" (فيديو)

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

في إطار حلقة خاصة من برنامج "لعلهم يفقهون" بعنوان "حوار الأجيال"، أطلق الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، تحذيرًا بالغ الأهمية من ظاهرة الفتور في العبادة، مؤكدًا أنها بمثابة "السوس الذي ينخر في بنيان العبادة" ويضعف روحها ومعناها.

وأوضح الجندي خلال لقاء على قناة DMC، أن الفتور ناتج عن التكرار بدون تجديد، ويقود في كثير من الأحيان إلى أداء العبادات بصورة شكلية فاقدة للخشوع، مشددًا على أهمية الاستعانة بالصبر والصلاة، مستشهدًا بقوله تعالى:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.

العبادة الشكلية تهدد الإيمان

وصف الشيخ الجندي الفتور بأنه "المرض الذي يأكل الجهاز العضلي أو العظمي للعبادة"، موضحًا أن الإنسان قد يؤدي العبادات من صلاة أو صيام أو غيرها، لكن بدون روح أو حضور قلب، وهو ما يمثل خطرًا حقيقيًا على صلته بالله.

وأشار إلى أن الفتور يجعل العبادة مجرد طقس روتيني، لا يحقق أثره الروحي والسلوكي، مؤكدًا أن هذا التحدي يواجه الجميع، بمن فيهم الدعاة والعلماء، وأن الحل يكمن في تجديد النية والمحتوى والممارسة.

التجديد في العبادة

ومن النصائح العملية التي قدمها الجندي، دعوته إلى تنويع سلة الخيرات التي يقوم بها المسلم، وعدم الاقتصار على العبادات المألوفة فقط، موضحًا أن هذا التنوع يساعد في تجديد الروح ويدفع عن النفس آفة التكرار والملل.

وقال: "مشايخنا زمان كانوا ينصحونا دائمًا بتغيير السور التي نقرأها في الصلاة، ونضيف آيات جديدة نحفظها باستمرار، لأن التجديد في العبادة يحفظها من الفتور ويُبقيها حيّة في القلب".

فقه المعاملات

لم يغفل الشيخ خالد الجندي الإشارة إلى أهمية الجانب العملي في الدين، مؤكدًا أن الإسلام ليس فقط عبادات، بل أيضًا معاملات. وأضاف أن فقه المعاملات هو الجانب الذي يقع فيه الكثير من الناس، وقد يكون اللسان أو سوء المعاملة سببًا في دخول النار أو الجنة.

وأوضح أن المسلم مطالب بتزكية نفسه في التعامل مع الناس، وأن حسن الخلق والقول الطيب جزء لا يتجزأ من العبادة، مشددًا على أن تجديد العلاقة مع الله لا يتم فقط من خلال الصلاة أو الصيام، بل أيضًا عبر الصدق، والإحسان، والتسامح في الحياة اليومية.

العبادة تحتاج لصيانة

وفي نهاية حديثه، دعا الجندي المسلمين إلى مراقبة حالتهم الإيمانية باستمرار، والبحث عن أسباب الفتور ومعالجتها، مشددًا على أن العبادة ليست عادة نؤديها آليًا، بل علاقة حيوية متجددة مع الخالق، قائلاً: "العبادة تحتاج إلى صيانة دائمة مثل أي جهاز.. ولو تركناها بلا تجديد هتتحول إلى عبء وطقس شكلي لا يثمر شيئًا".

ووجه دعوة مفتوحة إلى الشباب والكهول على حد سواء بـالعودة للخشوع والصدق في العبادة، كطريق للثبات والنجاة في الدنيا والآخرة.

تم نسخ الرابط