عاجل

الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر.. إنسانية وتواصل مع الأهل والأمة

الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر.. إنسانية وتواصل مع الأهل والأمة

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

في مشهد يعكس إنسانية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وحرصه على التواصل مع أسرته وأهله، حضر فضيلته حفل خطوبة حفيدة شقيقه الشيخ محمد الطيب، الدكتورة فاطمة مصطفى محمد الطيب، في ساحة آل الشيخ الطيب بمدينة القرنة غرب الأقصر.

وظهر الإمام الطيب مرتديًا الجلباب والعمامة الصعيدية التقليدية، مما يعد دليلاً على اعتزازه بأصوله الصعيدية العريقة، ويعكس حرصه على مشاركة أسرته وأهله أفراحهم بنفس البساطة والتواضع الذي عهدناه منه طوال حياته.

مسيرة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر

واشتهر الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي يُعد من أبرز الشخصيات الدينية والفكرية في العالم الإسلامي المعاصر، برؤيته الإنسانية، وتعزيز قيم التسامح والوسطية، وذلك على الرغم من تحديات الفكر والدين التي تواجهه، إلا أنه بقي ثابتًا على نهجه المعتدل، مؤكّدًا على أهمية العقل والانفتاح على الآخر في الإسلام.

 

وجعل هذا الفكر الإصلاحي الإمام الطيب رمزًا للسلام والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان، وبحكم مسيرته الحافلة، حيث شغل العديد من المناصب الرفيعة، حيث كان مفتي الديار المصرية ورئيس مجلس حكماء المسلمين، مما جعله شخصية مؤثرة في الساحة الدينية والفكرية على المستويين المحلي والدولي.

الإمام الطيب شيخ الأزهر

وفي 6 يناير 2025 يوم مولده، حصل فضيلته على لقب "إمام السلام" و"أبو الوافدين" بمناسبة إتمام عامه التاسع والسبعين، تأكيدًا على مكانته العظيمة.

وولد الإمام الطيب في 6 يناير 1946 في قرية القرنة بمحافظة الأقصر بصعيد مصر، في أسرة صوفية ذات نسب هاشمي علوي شريف، إذ يُعتبر من أبرز العلماء في مجال العقيدة الإسلامية، وله نهج إصلاحي معتدل، يحرص على تعزيز الوسطية والاعتدال في الدين الإسلامي.

وتلقى الإمام تعليمه الأزهري في مصر، وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية أصول الدين في القاهرة، بينما درس اللغة الفرنسية في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، وكان على دراية باللغة الإنجليزية. 

وترجم الطيب العديد من المراجع الفرنسية إلى العربية، بينما اهتم الإمام منذ صغره، بحفظ القرآن الكريم ودراسة المتون العلمية على الطريقة الأزهرية، مما مهد له الطريق للدراسة في معاهد إسنا وقنا، ثم التحق بقسم العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين بالقاهرة، حيث تخرج في عام 1969 بتفوق.

وعلى الرغم من انشغاله بمسؤولياته الدينية والفكرية، ظل الإمام الطيب مرتبطًا بأسرته وأهله في القرنة، حيث اعتاد المشاركة في حل المشكلات والنزاعات التي تتعلق بالمجتمع المحلي، خاصة في "ساحة الطيب" التي تواصل استقبال الآلاف من الناس من كل مكان لحل مشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم. 

وتعد ساحة الطيب مركزًا للمصالحة بين العائلات وحل القضايا المتعلقة بالثأر والأراضي الزراعية والمشاكل الأسرية.

ويعمل شقيقه الأكبر، الشيخ محمد الطيب، شيخ الطريقة الصوفية، على تشكيل لجان من أعيان البلد لحل القضايا المجتمعية، ولا سيما الثأرية التي تحظى بأهمية كبيرة في صعيد مصر، حيث يؤدى هذا العمل بإخلاص لله، دون انتظار أي مقابل، وهو ما يعكس التزامهم العميق بمبادئ الصلح والإصلاح.

وتستقبل الساحة غير المسلمين، بما في ذلك السياح الأجانب، حيث تم حل مشكلة لأحد السياح البريطانيين في عام 2017، بعدما استولى أحد الأشخاص من صعيد مصر على مائة ألف جنيه من السائح، وعندما علم الشيخ محمد الطيب بالأمر، تدخل على الفور، وأعاد المبلغ للسائح في ساعات معدودة، ما لاقى تقديرًا وشكرًا كبيرًا من الرجل البريطاني.

وتؤكد أفعال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، التزامه العميق بمبادئ الدين والإنسانية، ورؤيته الوسيطة للإسلام، إضافة إلى ارتباطه الوثيق بأسرته ومجتمعه المحلي، حيث يقدم الإمام نموذجًا حيًا عن كيفية الجمع بين المسؤولية الدينية والاجتماعية، مع الحفاظ على التواضع والانفتاح على الآخر، مما يعزز مكانته كأحد أبرز رجال الدين في العالم الإسلامي.

تم نسخ الرابط