بعد فضح مايكروسوفت.. هل عاد حساب ابتهال أبو السعد لمنصة إكس؟

"منشوري القادم سيكون الأخير.. أنا متأكدة أنهم سيعلقون حسابي بعد نشره"، بهذه الكلمات الصادمة افتتحت المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد أولى تغريداتها بعد عودة حسابها إلى منصة "إكس"، إيذانا بجولة جديدة من المواجهة الرقمية.
وسرعان ما دعمت ابتهال منشورها بصورة تعبر عن التضامن مع القضية الفلسطينية، جمعت بين علمي فلسطين والمغرب، أعقبتها بآية من سورة يوسف: {حَتَّىٰۤ إِذَا ٱسۡتَیۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُوا۟ جَاۤءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّیَ مَن نَّشَاۤءُۖ وَلَا یُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِینَ} [يوسف: 110]، في دلالة واضحة على أنها رغم التهديد بالحجب أو الإلغاء، لا تزال متمسكة بموقفها.
ورغم حذف معظم منشوراتها السابقة، إلا أنها شرعت في إعادة نشر ما أمكن منها، وشهد حسابها تفاعلا واسعا، إذ ارتفع عدد متابعيه إلى أكثر من خمسة آلاف متابع بعد أن كان لا يتجاوز 600 فقط في مارس 2024.
وكانت قد أنهت الشركة العالمية مايكروسوفت الأمريكية خدمة ابتهال أبو السعد، المبرمجة في قسم الذكاء الاصطناعي، بعد احتجاجها العلني على تورط الشركة في تقديم تقنيات دعم عسكري لإسرائيل، خلال احتفال الشركة بالذكرى الـ50 لتأسيسها في ريدموند، واشنطن، في 4 أبريل الجاري، الذي سلطت فيه الضوء على قضايا أخلاقية تتعلق باستخدام التكنولوجيا في النزاعات المسلحة، خصوصاً في سياق الحرب على غزة.
وخلال الحفل الذي حضره كبار المسؤولين التنفيذيين في مايكروسوفت، بما في ذلك الرئيس التنفيذي الحالي ساتيا ناديلا والرئيس التنفيذي السابق بيل غيتس، قاطعت ابتهال، كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي مصطفى سليمان، ووجهت انتقادات حادة لسليمان، وهو بريطاني من أصول سورية، قائلة: "عار عليك، أنت تزعم أنك تستخدم الذكاء الاصطناعي للخير، لكن مايكروسوفت تبيع تقنيات الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي. أيديكم ملطخة بدماء الأطفال في غزة"، وأضافت أن الشركة تساهم في إبادة جماعية من خلال تقنياتها التي تستخدم لمراقبة الفلسطينيين واستهدافهم.
وبعد المقاطعة التي تم بثها مباشرة وانتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أُخرجت ابتهال من الحفل، وفي اليوم التالي، أرسلت بريداً إلكترونياً إلى آلاف الموظفين في الشركة، أوضحت فيه دوافعها، كتبت: "لم أعد قادرة على الصمت.. لقد حطمتني صور الأطفال المغطاة بالدماء والرماد"، وأشارت إلى أن الشركة أبرمت عقداً بقيمة 133 مليون دولار مع وزارة الدفاع الإسرائيلية لتخزين بيانات ضخمة عبر خدمة "مايكروسوفت أزور"، ما يسهم في تعزيز قدرات المراقبة العسكرية.