جلسة حوارية بمكتبة الإسكندرية حول مستقبل العلوم البينية وتحديات التنمية

شهدت مكتبة الإسكندرية جلسة محاضرات افتتاحية متميزة على هامش المؤتمر الدولي الأول للعلوم البينية، والذي يُعقد تحت عنوان: "نحو استكشاف آفاق علمية جديدة: ديناميات التداخل البيني للعلوم في المستقبل".

 وترأس الجلسة، الدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، وشارك بها نخبة من الأكاديميين والعلماء من مختلف التخصصات.

وشارك في الجلسة  الدكتور أشرف حيدر غالب، أستاذ الجراحة العامة بجامعة القاهرة والرئيس الأسبق لجامعتي مصر للعلوم والتكنولوجيا والجلالة، حيث ألقى محاضرة بعنوان "دمج المفاهيم البيئية والعابرة للتخصصات في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي".

 وأكد "حيدر"خلالها أن العالم يشهد تسارعًا غير مسبوق في التغيرات، محذرًا من خطر "الاستعمار الفكري والتكنولوجي"، ما يستدعي من مصر تعزيز دورها في مواكبة التطورات وحماية هويتها.

وتحدث "حيدر" عن تأثير الذكاء الاصطناعي والمخاطر المجتمعية المصاحبة له، مشددًا على أهمية التداخل بين التخصصات في صياغة حلول مبتكرة، والاعتماد على الإبداع والتحول الرقمي لتحقيق التنمية المستدامة.

وفي السياق ذاته، تناول الدكتور بهاء درويش، أستاذ الفلسفة المتفرغ بجامعة المنيا، التطور التاريخي للتخصصات العلمية، موضحًا أن "البينية" ظهرت لأول مرة في القرن التاسع عشر، وتطورت في ظل الحربين العالميتين. ودعا إلى الانفتاح على "علم المواطن"، حيث أصبح بإمكان غير المتخصصين المشاركة في العملية العلمية، مؤكدًا أن العلم لم يعد حكرًا على النخبة الأكاديمية.

ومن جانبه، قدّم الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بجامعة تشابمان، محاضرة بعنوان "التعطيل، والتصميم، والتكامل: خارطة الطريق إلى ما وراء التخصص".

 وأكد "العسكري" على  أهمية الانتقال من تعدد التخصصات إلى العمل التكاملي التعاوني، داعيًا إلى دمج العلوم الإنسانية والفنون في نموذج STEM ليصبح STEAM، مشيرًا إلى تجربته الشخصية في التعاون البحثي مع الجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب في مجال أمراض القلب.

وتحدث الدكتور سامح فوزي عن مفهوم التنمية من منظور العلوم الاجتماعية، مؤكدًا أن التنمية ليست مجرد عملية اقتصادية، بل هي مفهوم متشعب يتداخل فيه الاجتماعي والثقافي والسياسي.

 وشدد "فوزي" على أن الفقر  باعتباره جوهر التنمية تطور إلى مفاهيم أكثر تعقيدًا كالتهميش وعدم المساواة، مشيرًا إلى أن التنمية الحقيقية تتطلب تدخلات متعددة الأبعاد تتجاوز الحلول التقليدية.

واختُتمت الجلسة بمحاضرة للدكتور حسين "بو عزيزي"، أستاذ علم الاجتماع بجامعة منوبة في تونس، بعنوان "سوسيولوجيا الجنوب: نحو سوسيولوجيا ذاتية النشأة". 

ودعا   "بو عزيزي" فيها إلى التحرر من المفاهيم الغربية المفروضة على مجتمعات الجنوب، والبحث عن إطار معرفي محلي ينطلق من واقع المجتمعات وخصوصياتها، مشددًا على أهمية تقاسم المعرفة مع الآخر لا انتظارها منه.

وتأتي هذه الجلسة ضمن فعاليات المؤتمر الذي يهدف إلى تعزيز التفكير التكاملي بين التخصصات الأكاديمية، واستشراف مستقبل العلوم البينية في ظل التحديات العالمية المتسارعة.