إيران تؤكد استعدادها للعودة إلى الاتفاق النووي وتتهم أمريكا بعدم النية الصادقة

أبدت طهران استعدادها لاستئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، لكنها شددت على أن الحوار سيكون غير مباشر بسبب "جدار عميق من انعدام الثقة" مع الولايات المتحدة، بحسب ما أكده عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
وأكد عراقجي أن بلاده "مستعدة للانخراط بجدية وبهدف التوصل إلى اتفاق"، مشيرًا إلى أن المسؤولية الآن تقع على عاتق الإدارة الأمريكية، وقال صراحة: "الكرة الآن في ملعب أمريكا".
وتأتي تصريحات عراقجي قبل أيام من انطلاق جولة جديدة من المحادثات النووية، المقررة يوم السبت المقبل في سلطنة عمان، بمشاركة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
إيران تتهم واشنطن بـ«غياب النية الصادقة»
في مقاله، رفض عراقجي التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن احتمال إجراء محادثات مباشرة، موضحًا أن النهج غير المباشر ليس بدافع أيديولوجي، بل نتيجة لفشل واشنطن المتكرر في تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
وأضاف أن إيران لا تزال ملتزمة بالمسار الدبلوماسي، لكنها تتوقع ضمانات متبادلة في أي اتفاق جديد، محذرًا من أن استمرار سياسة "الضغط الأقصى" سيعوق أي تقدم في المفاوضات.

طهران تؤكد سلمية برنامجها النووي
عراقجي دافع بقوة عن سلمية البرنامج النووي الإيراني، مستشهدًا ببنود الاتفاق النووي وتقارير الاستخبارات الأمريكية التي تؤكد أن طهران لم تستأنف تطوير أسلحة نووية منذ وقف البرنامج عام 2003.
وحذر من التصعيد العسكري، في رد على تصريحات ترامب التي قال فيها:" إذا فشلت المحادثات، فإن إيران ستكون في خطر كبير". وردّ عراقجي قائلاً:" إن إزالة التهديدات العسكرية شرط أساسي لنجاح المفاوضات".
إيران تحذر واشنطن
كما حذر نائب وزير الخارجية الإيراني، الولايات المتحدة من إساءة تفسير التوجه السلمي لطهران واعتباره علامة على الضعف، مؤكدًا أن بلاده تمتلك من القدرات الدفاعية ما يجعلها قادرة على الرد عند الضرورة.
وقال عراقجي، خلال لقائه بعدد من النخب الإعلامية والثقافية في العاصمة الجزائرية:"إن الولايات المتحدة تعرف جيدًا إلى أي مدى يمكن أن تصل القوة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية .. وأن إيران لا تسعى إلى إشعال الحروب، لكنها في الوقت ذاته تملك الوسائل الكفيلة بالدفاع عن نفسها إن استدعى الأمر".
وأكد المسؤول الإيراني أن بلاده لن تتوانى عن حماية سيادتها ومصالحها في مواجهة أي تهديد، داعيًا إلى فهم صحيح لتوجهات إيران السلمية باعتبارها خيارًا استراتيجيًا، وليس تنازلًا عن حقها في الدفاع المشروع.