عاجل

سعر الدولار يربك الأسواق.. وخبراء يحددون 3 أسباب وراء الارتفاع

سعر الدولار
سعر الدولار

وصف وائل النحاس الخبير الاقتصادي وخبير أسواق المال، الارتفاع الذي شهده الدولار محليا، خلال الأيام الأخيرة ، بأنه "غير مفاجئ، بل كان متوقعًا" في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر حاليًا.

 وفي تصريح خاص لـ "نيوز رووم"، أوضح النحاس أن هذا الارتفاع مرتبط بعدد من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على الاقتصاد المصري.

أسباب ارتفاع سعر الدولار

وأشار وائل النحاس إلى أن ارتفاع سعر الدولار ليس إلا نتيجة لضغط الاقتصاد المصري، لاسيما في ظل ملاحظات صندوق النقد الدولي التي تؤكد على عدم وجود مرونة كافية في سعر الصرف، مضيفًا أن مصر تواجه التزامات كبيرة، بما في ذلك دفعة جديدة من الاستحقاقات وفوائد وأقساط اليون، مما اضطر الحكومة إلى سحب سيولة دولارية لتسديد هذه الالتزامات وهو ما يزيد من الضغط على النقد الأجنبي في السوق المصري.

التغيير المتوقع في سعر الدولار

فيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، استبعد النحاس أن يكون الارتفاع الأخير في سعر الدولار مرتبطًا بالتطورات الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن سعر الدولار عالميًا تراجع بنحو 6-7% أمام العملات الأخرى، بينما شهد سعر الدولار في مصر تحركًا نحو الصعود بنسبة 2% فقط، وقال النحاس: "داخليًا، كان هناك تأخير في تحريك سعر الدولار خلال الربع الأول من العام الحالي، ولكن من المتوقع أن يشهد الربع الثاني من العام نوعًا من الارتفاعات وفقًا لمعايير العرض والطلب".

التأثيرات الجيوسياسية على سعر الدولار

من جانب آخر، لفت النحاس إلى أن الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، وخاصة التصعيد على الحدود المصرية من ناحية غزة وليبيا والسودان، قد ساهمت في تذبذب سعر الدولار في السوق المحلي، وأوضح أن هذه العوامل تضاف إلى الضغط المحلي الذي يعاني منه الاقتصاد المصري، مما يعزز من التوقعات بارتفاع الدولار في المستقبل القريب.

وفيما يتعلق بالتوقعات بنهاية العام المالي الحالي في يونيو المقبل، أشار الخبير الاقتصادى إلى أن سعر الدولار قد يصل إلى ما بين 54 إلى 55 جنيهًا، وهو ما يعتبر مؤشرًا على مرونة في حركة سعر الصرف، مؤكدًا أن هذا الارتفاع يعتبر طبيعيًا في ظل المعطيات الاقتصادية الحالية.

وتعليقًا على وصول سعر الدولار إلي 51.69 جنيه فى تعاملات اليوم، اعتبرت الدكتورة هدى الملاح، مدير عام المركز الدولي لتقديم الاستشارات الاقتصادية، أن ارتفاع سعر الدولار يعود بشكل رئيسي إلى نظرية العرض والطلب في الاقتصاد. 

وأضافت، في تصريح خاص لـ “نيوز رووم”، أن الطلب المرتفع على الدولار يؤدي إلى زيادة في سعره، مؤكدة أنه "إذا استمر هذا الوضع فقد نشهد المزيد من الارتفاعات في الأسعار".

وأكدت الملاح أن غياب الاستثمارات الأجنبية يساهم في الوضع الحالي، حيث يعاني المستثمرون من مخاوف من الدخول إلى السوق المصري بسبب القلق الأمني والاقتصادي، مشيرة إلى أن الصفقات التجارية أصبحت معطلة بسبب هذه العوامل.

وأضافت أن الحلول لهذه الأزمة تكمن في الاتفاقيات الدولية، مثل الانضمام إلى مجموعة البريكس، والتي قد تساهم في إنشاء عملات موازية تساعد على تخفيف الاعتماد على الدولار، لافته إلى أن الدول الأعضاء في مجموعة البريكس قد تأثرت من سياسات ترامب، وهو ما يفتح المجال لفرص اقتصادية جديدة قد تساعد في تقليل تأثير الدولار.

وعن تأثير السوق السوداء، قالت الملاح إن السوق السوداء تلعب أحيانًا دور في تلاعب سعر الدولار، مما يجعل من الصعب التنبؤ بسعره بشكل دقيق، ولكنها أكدت أن الحل يكمن في التحول إلى تصنيع محلي وتوسيع التعاون مع تحالف مجموعة البريكس، بالإضافة إلى التفكير في عملة موازية للدولار، وهو ما قد يساعد على خفض سعر الدولار وتقليل الاعتماد عليه.

وأوضحت أن الوقت الحالي يعد مناسبًا للعمل على الاعتماد على العملات المحلية بدلًا من الدولار في التبادل التجاري بين الدول، مما سيعود بالفائدة على الاقتصاد المصري ويسهم في تحقيق استقرار أكبر للعملة المحلية.

تم نسخ الرابط