عاجل

خبيرعلاقات دولية: زيارة ماكرون تحالف قوي لتعزيزالاستقرارالإقليمي والدولي

الرئيس السيسي ونظيرة
الرئيس السيسي ونظيرة الفرنسي

استقبلت العاصمة المصرية الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون "لمدة ثلاثة أيام، حملت في طياتها العديد من المحاور السياسية والاقتصادية والأمنية ، حيث أكد الخبير العلاقات الدولية الدكتور طارق البرديسي لقناة "أكسترا نيوز "  أن هذه الزيارة لم تكن مجرد حدث روتيني، بل حملت دلالات عميقة في توقيت بالغ الحساسية، خاصةً في ظل التطورات المتسارعة في القضية الفلسطينية والتحولات العالمية. 
 

أوضح البرديسي أن الزيارة جاءت في لحظة فارقة تشهد فيها غزة تحولات مأساوية وتتصاعد فيها التوترات الإقليمية والدولية  اختيار هذا التوقيت يُبرز الرغبة الفرنسية والمصرية في تنسيق المواقف لمواجهة التحديات المشتركة وأضاف: فرنسا ليست مجرد دولة أوروبية عادية فهي القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا، وصاحبة المقعد الدائم في مجلس الأمن ما يعطي زيارتها بُعدًا استراتيجيًا يتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية المعتادة. 

 

شدّد على الدور المركزي لمصر كـ"قائدة للجامعة العربية والاتحاد الأفريقي"، مشيرًا إلى أن لقاء القاهرة وباريس يمثل تحالفًا بين قوتين رئيستين في دائرتي العالم العربي وأوروبا، مما يعزز القدرة على التأثير في القرار الدولي خاصةً في الملفات العالقة مثل الأزمة الفلسطينية والأمن الإقليمي". 

مكاسب متبادلة 

على الصعيد الاقتصادي لفت الخبير الدولي إلى أن الزيارة أسفرت عن تعزيز الشراكة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية، فضلاً عن دعم الاستثمارات الفرنسية في مصر معتبرًا أن هذا التعاون يُرسخ مفهوم التكامل الاستراتيجي بعيدًا عن الهيمنة الغربية التقليدية. 

أما سياسيًا، أشاد بـالموقف الفرنسي الواضح الذي رفض التهجير القسري للفلسطينيين، معتبرًا أن هذا الموقف هو انعكاس للضغط المصري والدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في كبح المخططات الإسرائيلية وتابع: القضية الفلسطينية حاضرة بقوة واضاف لو لم تكن مصر صامدة في موقفها الرافض للتهجير، لما رأينا هذا التأييد الأوروبي الواضح لحقوق الشعب الفلسطيني. 

 

التأثير الفرنسي على الرأي العام الدولي

أكد أن الرؤية المصرية المتماشية مع الشرعية الدولية نجحت في تغيير جزءٍ من السردية الغربية تجاه القضية الفلسطينية مشيرًا إلى أن تصريحات ماكرون ضد التهجير وتأكيده على حل الدولتين لم تكن لتخرج لولا الضغط المصري والأردني المشترك وأضاف: هناك تحول ملحوظ في مواقف بعض القيادات الأوروبية بل وفي الرأي العام الأوروبي نفسه الذي بدأ يرى بوضوح حجم الانتهاكات الإسرائيلية بفضل المواقف المصرية الحازمة. 

 

أختتم حديثة أن زيارة ماكرون لمصر هي نموذج للدبلوماسية الفاعلة التي ترفض الانكفاء في ظل الأزمات، معتبرًا أن التوافق المصري الفرنسي يشكل نواة لتحالف إقليمي ودولي أكثر توازنا،  قادر على فرض حلول عادلة في القضية الفلسطينية وفي الوقت نفسه تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط وأوروبا. 

تم نسخ الرابط