المرأة المطلقة ضحية أم بطلة؟ خبيرة تكشف لـ نيوز رووم الحقيقة

في مجتمع لا يزال ينظر إلى "المرأة المطلقة" بعين التشكيك والوصم، تتصاعد أصوات الخبراء النفسيين والتربويين لتفكيك هذه الصورة النمطية، مؤكدين أن الطلاق قد يكون خلاصًا وليس فشلًا، خاصة عندما يتحول الزواج إلى مصدر للعنف أو الانتهاك النفسي وسجن بالنسبة للمرأة.

قالت رشا صلاح سيف، الخبيرة التربوية واللايف كوتش في تصريح خاص لـ نيوز رووم، إننا أحيانًا نُسجن أرواحنا دون وعي بسبب ضغوط المجتمع الذي يعتبر الطلاق عارًا، بينما قد يكون بوابة لإنقاذ الذات من علاقات سامة.
 

كشفت رشا صلاح سيف، الحالات التي يصبح فيها الطلاق واجبًا أخلاقيًا مثل العنف الجسدي أو النفسي  حين يتحول الزوج إلى مصدر تهديد دائم لسلامة الزوجة أو الأطفال، انعدام الاحترام والمودة كما قال الرومي: "الحب لا يُبنى على القسوة"، التشكيك في الأخلاق والنوايا "عندما تُسرق أحلام المرأة وحقها في العيش بكرامة".  

لماذا نلوم المرأة دائمًا؟   

تشير سيف إلى مفارقة مجتمعية مثيرة للاستياء، "دائمًا ما يُطلب من الزوجة تحمل مسؤولية إصلاح الزوج، بينما الحقيقة أن التغيير قرار فردي، حتى الأنبياء عليهم السلام لم يستطيعوا تغيير من لم يرد التغيير، كما في قصة نوح وابنه، أو لوط وزوجته".  

وتستشهد بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11)، مؤكدةً أن إلقاء اللوم على المرأة في فشل العلاقة "ظلمٌ يتناقض مع المنطق والدين".  

الطلاق في الإسلام حل شرعي لا عار فيه

  
رغم أن الإسلام حث على حفظ الأسرة، إلا أنه شرع الطلاق كـ"أبغض الحلال" حين تفشل كل محاولات الإصلاح،  تقول الخبيرة: "الله تعالى ذكر في سورة الطلاق: {وَأَن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ}، فهذا إشارة إلى أن الفراق قد يكون بداية لرحمة جديدة".  

أختتمت رشا صلاح  حديثها بتوضيح مهم قائلة:" لسنا ندعو إلى الطلاق العشوائي، ولكن نطالب بفهم أن الأسرة السليمة تُبنى على الاحترام المتبادل، فإذا تحول الزواج إلى مصدر للتعذيب، فلننظر إليه كما ننظر إلى عضو ميت استئصاله قد يكون إنقاذًا للجسد كله".  

"حياتك مسؤوليتك الأولى لا تسمحي لأحد أن يجعل من عذابك ثمنًا لرضا المجتمع".