جرس إنذار جديد حول استهداف القصر.. إسرائيل تقتل براءة فتى فلسطيني أمريكي

في حادثة أثارت غضبًا واسعًا داخل الأوساط الحقوقية والدوائر السياسية الأمريكية، لقي فتى أمريكي من أصل فلسطيني مصرعه برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.
مقتل الطفل عمر محمد ربيع، البالغ من العمر 14 عامًا، فجر موجة من الإدانات والمطالبات بالتحقيق، خاصة بعد تأكيد واشنطن أنها تتابع الأمر وتسعى لفهم ملابساته، وسط اتهامات فلسطينية بأن ما حدث “إعدام ميداني خارج نطاق القانون”.
أمريكا " على دراية تامة"
وبحسب وكالة رويترز، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الثلاثاء، عن قلقها العميق حيال مقتل الفتى الأمريكي من أصول فلسطينية، وذلك خلال عملية عسكرية نفذتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة “على دراية تامة” بالحادث الذي أودى بحياة الفتى، وإنها تتابع عن كثب التحقيق الجاري، مضيفًا: “نحن نعلم بتقارير الجيش الإسرائيلي التي أشارت إلى أن الواقعة كانت ضمن عمليات مكافحة الإرهاب، لكننا بحاجة لمعرفة المزيد عن طبيعة ما حدث على أرض الواقع”.
ووفقًا لمصادر فلسطينية، فإن ربيع، وهو من مواليد ولاية نيوجيرسي الأمريكية، تعرض لإطلاق نار كثيف من قبل مستوطن إسرائيلي خلال مداهمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة قُصرة جنوب نابلس.
وقد أكد رئيس البلدية أن ربيع أصيب برصاص المستوطن، وتم نقله على الفور من قبل الجنود الإسرائيليين، الذين أعلنوا وفاته لاحقًا، في ظروف وصفتها وزارة الخارجية الفلسطينية بأنها “جريمة إعدام خارج نطاق القضاء".
المطالبة بتحقيق العدالة
وعلى الجانب الإسرائيلي، صرح جيش الاحتلال أن قواته أطلقت النار على من وصفته بـ"إرهابي" كان يشكل خطرًا مباشرًا على المدنيين عبر رشق الحجارة، وهو تبرير طالما استخدمته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في مواجهات مع الفلسطينيين، وخاصة القُصر، الأمر الذي طالما أثار انتقادات حقوقية دولية.
عائلة الفتى عمر، التي تقيم في نيوجيرسي، أكدت في بيان أنها تلقت نبأ مقتله بعدة طلقات نارية خلال وجوده في الضفة الغربية لزيارة أقاربه.
ووفق رويترز، فقد توافد العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية الأمريكية وقادة المجتمع المحلي إلى مركز الجالية الفلسطينية في كليفتون لإحياء ذكرى عمر والمطالبة بتحقيق العدالة له، داعين الحكومة الأمريكية إلى الضغط على إسرائيل لكشف ملابسات الجريمة ومحاسبة الجناة.
جرس إنذار جديد حول استهداف القُصر
من جهته، أدان مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان التوسع الإسرائيلي المستمر في المستوطنات بالضفة الغربية، مؤكدًا في تقرير سابق أن إسرائيل “تقوم بدمج تدريجي وغير قانوني” للأراضي المحتلة ضمن كيانها، في مخالفة واضحة للقانون الدولي.
ويأتي هذا الحادث في وقت بالغ الحساسية تشهده الضفة الغربية، حيث تصاعدت اعتداءات المستوطنين بشكل لافت منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، والتي أودت، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بحياة أكثر من 50 ألف شخص حتى الآن، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وهي اتهامات تنفيها تل أبيب.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى مقتل الطفل الأمريكي عمر ربيع بمثابة جرس إنذار جديد حول استهداف القُصر في مناطق النزاع، ويدفع بالمجتمع الدولي إلى مراجعة مدى احترام إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، في وقت تتزايد فيه المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.