منظمة الصحة العالمية: مقتل العشرات في هجوم على مستشفى بالسودان

قال رئيس منظمة الصحة العالمية إن نحو 70 شخصا قتلوا في هجوم على المستشفى الوحيد العامل في مدينة الفاشر المحاصرة في السودان.
بحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، أصبح مستشفى الولادة التعليمي السعودي في الفاشر بالسودان أحدث موقع للمأساة في الحرب الأهلية المتصاعدة في البلاد.
ووفقا لتقرير صحيفة الجارديان البريطانية، قُتل ما يقرب من 70 شخصًا، بما في ذلك المرضى والمرافقون، في هجوم تنسب منظمة الصحة العالمية والمسؤولون المحليون المسؤولية عنه لقوات الدعم السريع المتمردة.
يؤكد هذا الهجوم على المستشفى الوحيد العامل في المدينة على الخسائر المدمرة التي ألحقها الصراع المستمر بالبنية التحتية للرعاية الصحية والسكان المدنيين في السودان.
احتجاج عالمي وإدانة
لقي الهجوم إدانة سريعة من المنظمات الدولية والحكومات الأجنبية، حيث وصفت وزارة الخارجية السعودية الحادث بأنه "انتهاك للقانون الدولي"، بينما أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه البالغ إزاء استهداف المرافق الصحية.
أفاد تيدروس أن منشأة صحية أخرى في المالحة تعرضت للهجوم في نفس اليوم. وكرر الدعوات لإنهاء العنف ضد المراكز الصحية وشدد على أهمية السلام كحل نهائي للسكان السودانيين المعانين.
مدينة تحت الحصار
عانت الفاشر، وهي مدينة يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، من العنف والحرمان المستمر منذ وقوعها تحت حصار قوات الدعم السريع في مايو 2024. وسلطت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الضوء على الوضع المزري، محذرة من أن قوات الدعم السريع أصدرت إنذارًا نهائيًا مدته 48 ساعة للقوات المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية لإخلاء المدينة، مما يشير إلى هجوم وشيك.
أودى الحصار المستمر بحياة ما لا يقل عن 782 مدنيًا وأصاب أكثر من 1140 آخرين، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة في ديسمبر 2024. ومع ذلك، من المرجح أن تقلل هذه الأرقام من تقدير الحجم الكامل للأزمة الإنسانية.
الرعاية الصحية في مرمى النيران
أصبح مستشفى الولادة التعليمي السعودي، الواقع بالقرب من خطوط المواجهة ومطار الفاشر، رمزًا صارخًا للصمود وسط الدمار. يواصل الطاقم الطبي إجراء العمليات الجراحية في ظل ظروف مروعة، وغالبًا ما يعتمدون على ضوء الهواتف المحمولة وسط قصف لا هوادة فيه. ومع ذلك، تظل المنشأة هدفًا في الصراع المتصاعد.
منذ أبريل 2023، أودت الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والقوات العسكرية السودانية بحياة أكثر من 28000 شخص، وشردت الملايين، وأغرقت أجزاء من البلاد في المجاعة. ويخشى المراقبون الدوليون أن يكون عدد القتلى الحقيقي ومدى المعاناة الإنسانية أعلى من ذلك بكثير.
الخسائر الاستراتيجية والجمود
بينما تحافظ قوات الدعم السريع على حصارها للفاشر، بحسب التقارير، استعادت القوات العسكرية السودانية السيطرة على البنية الأساسية الحيوية، بما في ذلك مصفاة الخرطوم، وهي أصل اقتصادي حيوي.
ومع ذلك، تواصل قوات الدعم السريع فرض ضغوط على المعاقل العسكرية في شمال الخرطوم، مما يشير إلى عدم وجود حل واضح في الأفق.