إيران تحذر أمريكا: لا نسعى للحرب ونعرف جيدًا كيف ندافع عن أنفسنا

قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن الولايات المتحدة تدرك جيدًا حدود القوة الدفاعية التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محذرًا من إساءة فهم توجه إيران نحو السلام واعتباره ضعفًا، بحسب ما شنرته وكالة «مهر» الإيرانية.
وقال عراقجي خلال لقاء مع نخب إعلامية وثقافية في العاصمة الجزائرية: "الولايات المتحدة تعرف جيدًا إلى أي مدى يمكن أن تصل القوة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مضيفًا: "الجمهورية الإسلامية لا تسعى للحرب، لكنها تعرف جيدًا كيف تدافع عن نفسها إذا لزم الأمر".

تشكيك إيراني في جدية واشنطن
وأعرب عراقجي عن تشكيك طهران في نوايا الولايات المتحدة بشأن المفاوضات، قائلاً: "نشك في نوايا الولايات المتحدة ولسنا متأكدين من امتلاكها الإرادة الكافية للتفاوض بشكل عادل وجاد، لكننا سنختبر ذلك".
وتأتي هذه التصريحات في إطار استعدادات لمفاوضات غير مباشرة بين عراقجي والمبعوث الإقليمي الأمريكي ستيف ويتكوف، والتي ستنطلق يوم السبت في العاصمة العمانية مسقط، بوساطة وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي.
موقف واضح من البرنامج النووي
وحول المطلب الأمريكي بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال عراقجي: "إذا كانت مطالبهم تتعلق بعدم سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، فيمكن دراسة هذا المطلب"، مستدركًا: "لكن إذا كانت هناك أهداف أخرى في أذهانهم، فقد لا تتحقق".
ورفض المسؤول الإيراني الاتهامات الغربية لطهران بالسعي للحصول على سلاح نووي، ووصفها بأنها "اتهامات لا أساس لها من الصحة"، مؤكدًا ثقته في الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني واستعداد طهران لمعالجة أي مخاوف من خلال الدبلوماسية.

لا مفاوضات مباشرة تحت الضغط والتهديدات
وجدد عراقجي موقف إيران الرافض لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة في ظل استمرار ما وصفه بـ"النهج العدائي" من جانب واشنطن.
وأوضح: "يجب أن تتم المفاوضات في ظروف قائمة على المساواة والإنصاف والكرامة، وليس في ظل أقصى الضغوط والتهديدات العسكرية"، مضيفًا: "طالما استمرت سياسة أقصى الضغوط والتهديدات، فلن تكون هناك ظروف عادلة للتفاوض ولن نخوض محادثات مباشرة".
لكنه أكد أن الباب لا يزال مفتوحًا للدبلوماسية قائلاً: "مسار الدبلوماسية ليس مغلقًا، وأعلنا أننا مستعدون للمفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة".
تحذير من تصعيد إسرائيلي في المنطقة
وفي سياق آخر، حذر عراقجي من محاولات إسرائيل إشعال صراع إقليمي أوسع، مشيرًا إلى ممارسات تل أبيب العدوانية والتوسعية في المنطقة، بما في ذلك "الحرب الإبادة" التي تشنها على قطاع غزة، وتصعيدها العسكري الخطير في الضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا.