تحولات جيوسياسية في مواجهة التهديدات..
التوسع العسكري للصين.. الناتو واليابان في مواجهة التحديات الأمريكية المتزايدة

في زيارة هامة إلى اليابان، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، التوسع العسكري للصين بـ"المذهل"، في تصريحات أثارت اهتمامًا عالميًا في وقت تشهد فيه منطقة آسيا والمحيط الهادئ تهديدات متزايدة من الصين وكوريا الشمالية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الدفاعي بين الناتو واليابان، حيث يسعى الحلف إلى توسيع تأثيره في المنطقة، التي تشهد تحولات جيوسياسية تتطلب تفاعلًا استراتيجيًا متقدمًا.
وبحسب صحيفة "اليابان تايمز"، قال روته:" إن نمو قوات الصين المسلحة، واستثماراتها الضخمة في صناعة الدفاع وقدراتها العسكرية يشكل تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًا .. لا ينبغي لنا أن نكون ساذجين بشأن نوايا الصين"، موضحًا أن زيادة الصين في قوتها العسكرية تعد أمرًا يجب أن يتم التعامل معه بحذر.
وتأتي هذه التصريحات بعد زيارة روته إلى قاعدة يوكوسوكا البحرية، حيث التقى مسؤولون دفاعيون يابانيون لتعزيز التعاون بين الجانبين في مواجهة التحديات المشتركة.
مشيرا إلى أن تعزيز القوات العسكرية لكل من الصين وكوريا الشمالية وروسيا قد أضعف استقرار الأمن العالمي، وإن ما يحدث في منطقة المحيط الأطلسي له تأثير مباشر على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والعكس صحيح.
تعزيز التعاون الدفاعي بين الناتو واليابان
في غضون ذلك، أكد روته على ضرورة تعزيز التعاون بين الناتو واليابان في هذا العالم الذي أصبح أكثر خطورة. هذا التحالف الاستراتيجي الذي يزداد أهمية مع مرور الوقت يشمل تعاونًا في مجالات متنوعة، بدءًا من الدفاع وحتى التعاون الصناعي والعسكري.
وأشار روته إلى أن التعاون الأقوى بين الناتو واليابان ضروري لمواجهة التهديدات المتزايدة من الصين وكوريا الشمالية، وكذلك مواجهة التحديات العالمية الأخرى.
وأضاف روته خلال زيارته أن اليابان تتخذ خطوات كبيرة لتعزيز قدراتها العسكرية، موضحًا أن اليابان تنفذ خطة دفاعية تمتد لعدة سنوات لزيادة الإنفاق العسكري، وذلك في ظل تطورات استراتيجية تهدد استقرار المنطقة. وتتماشى هذه الخطوات مع التوجهات العالمية المتزايدة نحو تعزيز القدرات الدفاعية لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
الضغط الأمريكي على حلفاء الناتو
وتزامنت زيارة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مع ضغوط متزايدة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على حلفائه في الناتو لزيادة الإنفاق العسكري. فقد طالب ترامب الدول الأوروبية بتخصيص مزيد من الأموال للقوات العسكرية، كما دعا دول حلف الناتو في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة تهديدات الصين وكوريا الشمالية.
وقال روته في هذا الصدد إن الولايات المتحدة ترغب في أن يكون لحلف "الناتو" دور أكبر في المنطقة، ليس من خلال المادة الخامسة من المعاهدة التي تنص على الرد العسكري المشترك، ولكن من خلال إظهار القوة ودعم الحلفاء داخل الناتو".
ويتجاوز الضغط الأمريكي المطالب التقليدية بزيادة الإنفاق العسكري، حيث يهدف إلى توسيع نطاق التعاون الدفاعي ليشمل التهديدات القادمة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتحديدًا من الصين وكوريا الشمالية، وهو ما يتطلب تحركات ملموسة من الحلفاء في المنطقة.
التعاون الدفاعي مع دول المحيط الهادئ
حلف شمال الأطلسي لم يقتصر على توسيع علاقاته مع اليابان فقط، بل امتد التعاون إلى دول أخرى في منطقة المحيط الهادئ مثل كوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا. وفي السنوات الأخيرة، كثف الناتو الجهود لتعزيز التعاون مع هذه الدول في مجالات الدفاع وتبادل المعلومات.
وصرح ستولتنبرغ ، يجب أن نتجاوز التصريحات المشتركة وننتقل إلى خطوات عملية وملموسة في التعاون الدفاعي والصناعي.
وتدعم هذه التصريحات استراتيجية الناتو لتعميق التعاون مع الدول الواقعة في قلب منطقة المحيط الهادئ، حيث تزايدت التوترات مع الصين وتحديات الأمن الإقليمي. ويعد هذا التعاون جزءًا من جهود الناتو لتعزيز شبكة التحالفات في مواجهة تهديدات الأمن العالمية.