جد الأولياء..السجاد علي زين العابدين
الدكتورة جيهان ياسين: الإمام زين العابدين مدرسة خالدة في العبودية والصبر|خاص
قالت الدكتورة جيهان ياسين، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن ذكرى مولد الإمام علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهما تمثل محطة إيمانية وتربوية بالغة الأهمية، تقف فيها الكلمات خاشعة أمام سيرة لم تكتب بالحبر، بل كُتبت بالدموع والسجود، وبالصبر الطويل واليقين العميق.
وأوضحت واعظة الأوقاف أن الإمام علي زين العابدين كان نموذجا فريدا للعبودية الصادقة، والصبر الجميل، والرحمة ، مشيرة إلى أن ألقابه الشريفة، ومنها السجّاد لكثرة سجوده، وذو الثفنات لآثار السجود على جبينه، وسيد العابدين لفضله في العبادة، وجد الأولياء لامتداد نسله الشريف من بعده، تعكس مكانته الرفيعة عند الله وعند عباده.
وأكدت الدكتورة جيهان ياسين أن الإمام التصق جبينه بالأرض حتى صار السجود سمتَه، والعبادة هويته، والخشوع عنوان حياته، فكان إذا توضأ تغيّر لونه، وإذا قام إلى الصلاة ارتعد قلبه قبل جسده، وكأنه يقف على باب السماء ينتظر الإذن بالدخول، في صورة صادقة لمعنى العبودية الخالصة.
أنوار النبوة
وأضافت الدكتورة جيهان ياسين أن الإمام زين العابدين وُلد في بيتٍ أشرقت فيه أنوار النبوة، فهو حفيد رسول الله ﷺ، وابن سبطه الشهيد الإمام الحسين رضي الله عنه، وقد جمع شرف النسب مع صدق التوجّه وكمال الخُلُق، فلم يزده ذلك إلا تواضعًا، ولا العلم إلا خشية، ولا البلاء إلا قربًا من الله.
الطريق إلى الله يفرش بالصبر
وأوضحت واعظة الأوقاف أن الإمام علي زين العابدين شهد المحن العظام، وذاق من الآلام ما تعجز الجبال عن احتماله، لكنه خرج من تلك الابتلاءات إمامًا للقلوب، يعلم الناس أن الطريق إلى الله يفرش بالصبر ويُضاء بالدعاء، فجاءت الصحيفة السجّادية مدرسةً ربانية تُعلّم الأمة أدب المناجاة وحقيقة الافتقار إلى الله.
وأشارت الدكتورة جيهان ياسين إلى أن الإمام، مع عظيم عبادته، كان عالمًا فقيهًا شهد له أهل عصره، حتى قال أبو حازم المدني: «ما رأيتُ هاشميًّا أفقهَ من عليِّ بن الحسين»، مؤكدة أن علمه كان رحمة، وفقهه نورًا، بعيدًا عن الجدل والكِبر.
آية في الإحسان
وأضافت واعظة الأوقاف أن خلقه رضي الله عنه كان آية في الإحسان، إذ كان يحمل الطعام ليلًا إلى بيوت الفقراء سرا، ولم يعرف صاحب الإحسان إلا بعد وفاته، فعرفوا أن اليد التي كانت تطعمهم قد ارتفعت إلى السماء.
وأكدت الدكتورة جيهان ياسين أن بقاء الإمام حيا بعد كربلاء كان حكمةً ربانية ليبقى به النسب النبوي الشريف، وأن الاحتفاء بذكراه لا يقتصر على الاحتفال، بل هو دعوة للاقتداء بسيرته، وإحياء القلوب بالسجود، وتزكية النفوس بالدعاء، وإصلاح الواقع بالأخلاق، وخدمة الناس ابتغاء مرضاة الله، سائلةً الله أن يجعلنا من السائرين على نهج آل بيت النبي ﷺ.



