"اليوم العالمي للغجر".. ذكرى النضال والاحتفاء بالتراث

في الثامن من أبريل من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للغجر، وهو يوم مخصص لتسليط الضوء على ثقافة هذا الشعب الذي عاش عبر التاريخ حياة بدوية، عانى خلالها من التمييز والعنصرية، كما يمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بإسهاماتهم الثقافية والفنية وللتذكير بمآسيهم، خصوصًا في الفترات المظلمة من التاريخ.

من هم الغجر

الغجر هم مجموعة من الناس الذين ينحدرون من أصل هندي، ولكنهم عاشوا حياة بدوية متنقلة عبر التاريخ. وهم يشكلون مجموعة عرقية وثقافية مميزة لها لغتها الخاصة (الروما) وأسلوب حياتها المتميز، و تعرف هذه المجموعة أيضاً بالرحل، لأنهم عادة ما يفضلون التنقل من مكان لآخر بحثًا عن فرص عمل أو الحياة في أماكن مختلفة، وفقاً للمؤتمر العالمى الأول لروما 

ويمتاز الغجر بثقافة غنية تشمل الفنون والموسيقى والرقص، مثل الفلامنكو في إسبانيا، وقد كانوا في العديد من الأحيان ضحايا للتمييز والعنصرية في البلدان التي عاشوا فيها. في أوروبا، على سبيل المثال، عانى الغجر من اضطهاد كبير، خاصة خلال فترة الحرب العالمية الثانية عندما تعرضوا للقتل على يد النظام النازي.

ميلاد اليوم العالمي للغجر

تعود فكرة اليوم العالمي للغجر إلى عام 1971، عندما عقد أول مؤتمر عالمي للغجر في أوربينجتون بالقرب من لندن، وكان الهدف من هذا المؤتمر توحيد مجتمعات الغجر من مختلف أنحاء العالم وتحديد الثامن من أبريل يومًا للاحتفال بهم، و تم خلال المؤتمر اعتماد علم موحد ونشيد وطني للغجر، رمزًا للحرية والمساواة في كفاحهم المستمر.

معاناة الغجربين الماضي والحاضر

لم يكن شعب الغجر بمنأى عن المعاناة، فقد تعرضوا للعديد من أشكال الظلم والاضطهاد عبر التاريخ، ومن أبرز الأحداث المؤلمة كانت مذبحة الهولوكوست، حيث تم استهداف الغجر من قبل النظام النازي وقتل عدد كبير منهم، واليوم، ما زال العديد من الغجر يعانون من التمييز في مختلف جوانب حياتهم، سواء في التعليم أو العمل أو حتى في شروط المعيشة.

الإحتفال بالثقافة غناء ورقص وفن

اليوم العالمي للغجر ليس فقط يومًا للتذكير بمعاناتهم، بل هو أيضًا فرصة للاحتفال بثقافتهم الغنية، و تشمل هذه الثقافة الفريدة الموسيقى التقليدية مثل الفلامنكو، والذي يعكس تاريخهم وحياتهم المليئة بالتجارب والرحلات، و كما يتضمن اليوم عروضًا فنية وفعاليات تحتفي بالإبداع الغجري.