ست بمية راجل.. أم محمد ربت مهندس ومعلم بسندوتشات الطعمية والبطاطس

على ضفاف نهر النيل وتحديدا أمام صوامع القمح بمدينة الزقازيق بمحافظة لشرقية، تستقر امرأة خمسينية داخل كشك خشبي صغير تكافح منذ عقدين من الزمن لتربية أبنائها، حيث تعمل في بيع سندوتشات الفول والطعمية والأكل الشعبي.
أم محمد تخطت الخمسين من عمرها ببضعة سنوات تقول في حديث خاص لـ “نيوز روم” أنها بدأت في سن صغيرة العمل رفقة والدتها لتساعدها لافتة إلى أن والدتها في ريعان شبابها قصدت ضفاف النيل أمام صوامع القمح واتخذت هناك كشك خشبي لعمل سندوتشات الفول والطعمية والأكلات الشعبية لعمال وموظفي الصوامع وطلاب الأزهر ولأن أم محمد الابنة الكبرى ذهبت رفقة والدتها لتساعدها.
مرت السنوات واكتسبت الصغيرة الخبرة وأصبحت والدتها تعتمد عليها وبمرور الوقت خانت الصحة الأم الكبيرة فاضطرت الابنة أن تتحمل المسؤولية كاملة لتساعد في الإنفاق على والدتها وأبنائها الصغار. وأشارت أم محمد أنها خلال رحلة كفاحها تزوجت وأنجبت ولدين لكنها لم توفق في الزيجة وتم الطلاق فأصبحت أم وأب لأبنائها.
قالت الأم أنها تعهدت على نفسها أن تكمل المشوار ففي عنقها تحمل مسؤولية آخرين هم اقرب الناس إليها، واصلت السعي وكان كل حلمها أن تساعد والدتها أن تذهب للعمرة في بيت الله الحرام واستطاعت حسب قولها أن تلبي رغبة والدتها كمكافأة لها على صبرها.
ومازالت الأم الصغيرة تتحمل مسؤولية أبنائها و الدتها، فاعتادت أن تستيقظ منذ الثالثة فجرا لتنهي أعمال منزلها وتباشر احتياجات والدتها وتلبيتها وأبنائها ثم تتجه للسوق في السادسة صباحا وتتسوق أغراضها من بطاطس، وبتنجان وبيض وغيرها من الأغراض اللازمة لعمل السندوتشات وتتوجه إلى الكشك لتبدأ عملها الذي ينتهي بعد الخامسة عصرا.
وتعود الأم حسب عادتها إلى المنزل لمراعاة أبنائها الذين كانا محط اهتمامها وقررت أن تعلمهما فالأول تخرج من كلية التربية وصار مدرسا للغة الإنجليزية والثاني تخرج من كلية الهندسة.
وتشير أم محمد، إلى أنها زوجت الابن الأكبر وأصبحت جدة وتواصل استكمال رسالتها بزواج الابن المهندس فهي حسب وصفها أم وأب.
اختتمت حديثها، أنها وضعت نصب عينيها طوال فترة كفاحها على مدار أكثر من 20 عام أن تغرس القيم في نفوس ابنائها وتعليمهم في الكليات والجامعات.وترى أن الله عوضها بمحبة أبنائها وولائهم لها مؤكدة بقولها هدية ربنا ليا إني ربيت وربنا كرمني في أولادي اللي هان عليا الشقاء بسببهم.