مديرة المجلس النرويجي للاجئين تكشف فظائع في الفاشر ونزوح جماعي إلى طليلة

قالت ماتيلدا فو، مدير قسم المناصرة لدى المجلس النرويجي للاجئين السودانيين، أن الوضع في السودان يُعد مأساويًا، مشيرة إلى أنها عادت مؤخرًا من طليلة في دارفور حيث شاهدت عن قرب معاناة الأشخاص الذين فرّوا من الفظائع التي ارتكبت في مدينة الفاشر.

وأضافت فو، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن النساء اضطررن للهرب من محاولات قتل تعرضن لها كما تعرّضن للاغتصاب، فيما عانى السكان من التجويع لعدة أشهر، واضطر الأطفال لتناول جلود الأبقار لكسب بعض الغذاء، مؤكدة أن أكثر من مليون شخص نزحوا إلى طليلة هربًا من هذه الأوضاع.

وأشارت إلى أنها لم تصدم في حياتها كما صُدمت عند رؤية ما يحدث في طليلة وجادوجلي بجنوب السودان، حيث وجد آلاف الأشخاص يحاولون الهرب من الحصار القاسي، لافتة إلى غياب أي أماكن آمنة وعدم توفر الطعام، ما اضطر هؤلاء للقيام برحلات طويلة من أجل إنقاذ حياتهم، مؤكدة أن هذه هي صورة مأساة السودان الحالية.

وفي وقت سابق، صرح مختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة "ييل" الأمريكية أنه تم توثيق ما لا يقل عن 140 موقعا يشتبه بأنها مقابر جماعية أو تجمعات جثث في الفاشر بالسودان، مؤكداً أن التقديرات تشير إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين في السودان.

وصرح ناثانيال ريموند مدير مختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة "ييل"، بأن "قوات الدعم السريع" تنفذ عمليات منظمة لإزالة الأدلة.

وأكد بأن فريقه رصد قوة بحجم لواء تعمل على تنظيف البقايا البشرية، في ظل اختفاء كامل للحياة المدنية سواء كانت  أسواق، أو نقاط مياه، أو حركة نقل".

وذكر ناثانيال أن الهدف الواضح هو التخلص السريع من أكبر قدر ممكن من الأدلة قبل دخول أي جهة مستقلة إلى المدينة.

تصعيد عسكري مكثف بولايات كردفان

يذكر أن ولايات كردفان تشهد في الأسابيع الأخيرة  تصعيدا عسكريا مكثفا مع استخدام واسع للطائرات المسيرة من الطرفين، حيث تقع منطقة كادقلي تحت حصار قوات الدعم السريع وحلفائها، منذ أكثر من عام مما فاقم الوضع الإنساني وانتشار أوبئة مثل الكوليرا.

وفي نفس السياق يعاني المدنيون في مدينة الفاشر السودانية من المجاعة بسبب تعنت مليشيا الدعم السريع في رفض إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدينة التي استولت عليها أواخر أكتوبر الماضي، بعد حصار دام لأكثر من عام ونصف.

يذكر أن الحرب الأهلية المستمرة في السودان منذ عام 2023  وحتى الآن بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص وأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بما في ذلك إعلان مجاعة في مناطق مثل كادوقلي