عاجل

أستاذ علوم سياسية يحذر: برلمان بلا كتل حزبية قد يواجه انسدادًا تشريعيًا

الدكتور هيثم عمران،
الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية

قال الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية، إن تزايد حضور المرشحين المستقلين في الانتخابات البرلمانية يعود إلى جملة من الاعتبارات المتداخلة، في مقدمتها اعتقاد راسخ لدى قطاع من المواطنين.

المرشح المستقل يعتمد بدرجة كبيرة على حضوره الاجتماعي 

وأوضح عمران، خلال لقائه عبر قناة المحور، أن المرشح المستقل يعتمد بدرجة كبيرة على حضوره الاجتماعي وعلاقاته المباشرة داخل الدائرة، ويرى أن شعبيته تغنيه عن الانضمام إلى حزب سياسي، الأمر الذي يخلق حالة من عدم التكافؤ في المنافسة، حيث تُجبر الأحزاب على التدقيق الشديد في اختيار مرشحيها.

وأضاف أن هذا الواقع يفسر عزوف بعض المواطنين عن الانخراط في الأحزاب، والاعتماد بدلًا من ذلك على الحضور في الشارع وبناء شبكات علاقات شخصية، رغم امتلاك الأحزاب خبرات تنظيمية وإعلامية قادرة على دعم مرشحيها. 

وحول تقييم هذه الظاهرة، أكد عمران أن القضية لا تتعلق بكونها إيجابية أو سلبية في حد ذاتها، بقدر ما تتعلق بتأثيراتها على أداء البرلمان، مشيرًا إلى أن جولات الإعادة الانتخابية تعزز وعي الناخب بقيمة صوته، ما يخلق علاقة أكثر حساسية ورقابة بين الناخب والنائب، بعيدًا عن منطق التفويض المطلق.

زيادة عدد المستقلين داخل البرلمان

ويرى عمران أن زيادة عدد المستقلين داخل البرلمان تعزز الطابع الخدمي لدور النائب على حساب دوره التشريعي والرقابي، حيث ينشغل بتقديم الخدمات لدائرته لضمان استمرار شعبيته، ويعتمد بشكل أكبر على أدوات مثل طلبات الإحاطة والبيانات البرلمانية، بدلًا من الانخراط الفعّال في التشريع والرقابة.

وأشار إلى أن غياب الكتل الحزبية الصلبة داخل البرلمان يؤدي إلى ضعف القدرة على تمرير أو رفض التشريعات، ما قد يعرقل العملية التشريعية ويخلق حالة من “الانسداد البرلماني”، رغم ما قد يوفره هذا التنوع من ثراء في مناقشة الأفكار والسياسات. 

وحذر عمران من أن تحوّل النائب إلى “نائب خدمات” فقط يجعله أقرب إلى مسؤول محلي، ويبعده عن دوره الأساسي في مراقبة الحكومة ومحاسبتها، بل قد يدفعه إلى مجاملة السلطة التنفيذية لضمان تلبية مطالب دائرته، وهو ما وصفه بأنه وضع “سلبي إلى حد الكارثية”.

تم نسخ الرابط