هدى رؤوف: إيران تسعى للتفاوض لتفادي التصعيد العسكري ورفع العقوبات

قالت الدكتورة هدى رؤوف، الخبيرة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن اللجوء إلى المسار الدبلوماسي لحل الملف النووي الإيراني يأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتقاطع فيه مصالح قوى إقليمية ودولية، على رأسها الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل.
وخلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضحت رؤوف، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت تضع هذا الملف في مقدمة أولوياتها، حيث تعهّد بالتوصل إلى "اتفاق تاريخي" أفضل من خطة العمل الشاملة لعام 2015، وكان يسعى لتحقيق ذلك عبر نهج مزدوج يجمع بين التهديد العسكري والدعوة إلى الحوار.
إيران حريصة على تجنب التصعيد العسكري
وأضافت أن إيران من جانبها كانت حريصة على رفع العقوبات الاقتصادية وتجنب التصعيد العسكري، سواء مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد، وقد سبقت إيران قدوم إدارة ترامب بخطوات تُظهر استعدادها للتفاوض، من بينها وجود رئيس إصلاحي، وسحب بعض مستشاريها من اليمن مؤخرًا كإشارة تهدئة.
وأكدت أن المفاوضات، سواء المباشرة أو غير المباشرة، يصاحبها شروط مسبقة من الطرفين؛ حيث هدد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية إذا فشلت المحادثات، في حين اشترطت طهران رفع العقوبات أولاً قبل الدخول في أي اتفاق، وهو ما يعكس رغبة إيران في التفاوض من موضع قوة وليس ضعفًا.
وفي سياق متصل، قالت الخبيرة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن إيران أبدت استعداداً للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، لكنها ما زالت ترفض الشكل المباشر للمفاوضات، مشيرة إلى أن حسابات طهران تركز على استغلال فترة إدارة ترامب لإبرام اتفاق جديد يخفف حدة العقوبات ويجنبها أي عمل عسكري محتمل.
وأضافت رؤوف، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إيران تدرك بوضوح النهج المزدوج لترامب، الذي يجمع بين الضغط العسكري والتفاوض السياسي، وهو ما يجعلها حريصة على التوصل لاتفاق لتفادي تصعيد قد يسمح لإسرائيل بالتحرك عسكرياً ضدها.
وحول الدور الإقليمي، أوضحت أن إيران تعتمد بشكل كبير على أذرعها المسلحة في المنطقة، إلا أن هذه الأذرع تراجعت قوتها في السنوات الأخيرة بسبب الضربات الإسرائيلية المتكررة، ما يضعف قدرة إيران على المناورة العسكرية ويزيد من اعتمادها على الدبلوماسية الإقليمية وتحسين علاقاتها مع دول عربية مثل مصر والسعودية والإمارات لتجنب العزلة.
وأكدت أن طهران منفتحة على التنازلات، لكن في حدود ما لا يمس جوهر سياساتها الدفاعية والإقليمية، في حين يسعى ترامب إلى اتفاق أقوى وأشمل من الاتفاق النووي لعام 2015، مدفوعاً بعقلية "رجل الأعمال" الذي يريد أقصى مكاسب بأقل تنازلات.