عاجل

حامد فارس: العدوان الإسرائيلي أصبح تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين

قطاع غزة
قطاع غزة

أكد الدكتور حامد فارس، الخبير في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية لم يعد مجرد أزمة إقليمية، بل تطور ليصبح تهديدًا حقيقيًا وخطيرًا للسلم والأمن الدوليين، في ظل تصاعد وتيرة العنف واستمرار الانتهاكات بحق المدنيين، وسط صمت دولي مقلق وتراجع واضح في فاعلية المؤسسات الأممية.

عدوان يتجاوز الحدود

وأوضح الدكتور فارس، خلال مداخلة هاتفية على قناة اكسترا نيوز، أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية تجاوز كونه صراعًا مسلحًا داخل منطقة محدودة، ليصبح نموذجًا صارخًا لانتهاك القانون الدولي الإنساني، وتهديدًا لبنية النظام العالمي الذي يقوم على احترام سيادة الدول وحقوق الإنسان.

وأضاف أن تصاعد العمليات العسكرية دون قيود، واستهداف المنشآت المدنية، وقتل الأبرياء، وتحويل المستشفيات والمدارس إلى أهداف عسكرية، جميعها جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم حرب، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وقانوني بالغ الخطورة.

تصدع القانون الدولي

وأشار فارس إلى أن تقاعس القوى الكبرى ومؤسسات الشرعية الدولية في لجم العدوان ووقف الانتهاكات الإسرائيلية يعكس تصدعًا خطيرًا في منظومة القانون الدولي، ويُفقد الأمم المتحدة ومجلس الأمن مصداقيتهما، مؤكدًا أن ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الدولية هي ما يشجع الاحتلال على التمادي.

وأكد أن استمرار هذا النمط من التعامل الدولي الانتقائي، حيث تُدان بعض الأطراف وتُحصّن أخرى رغم ارتكابها انتهاكات جسيمة، يقوّض ثقة الشعوب في النظام الدولي، ويدفع باتجاه فوضى عالمية قد تتعدى حدود الإقليم إلى مناطق أخرى، مما يهدد بتكرار سيناريوهات الحروب والصراعات العابرة للحدود.

تهديد مباشر للأمن 

ولفت إلى أن اتساع دائرة العدوان الإسرائيلي، وتداعياته المتوقعة على دول الجوار، يهددان بشكل مباشر الأمن القومي العربي، فضلًا عن تهديد استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها، التي تُعد شريانًا مهمًا لأمن الطاقة والتجارة العالمية.

وشدد على أن تدهور الأوضاع في غزة، واحتمالات امتداد الصراع إلى مناطق أخرى، قد يؤدي إلى انفجار إقليمي لا تُحمد عقباه، مشيرًا إلى أن العجز الدولي في احتواء الأزمة قد يُغري أطرافًا أخرى باستغلال الوضع، ما يُنذر بتأزم المشهد الأمني العالمي.

توحيد الجهود العربية

وفي ختام حديثه، طالب الدكتور حامد فارس بضرورة تحرك دولي عاجل، ليس فقط لوقف إطلاق النار، وإنما أيضًا لإطلاق عملية سياسية جادة تؤسس لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وتضمن إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.

كما دعا إلى تنسيق عربي مكثف للضغط في المحافل الدولية، وبلورة موقف موحد يعبّر عن الإرادة الشعبية العربية في دعم الحقوق الفلسطينية، ورفض أي محاولات لفرض حلول غير عادلة أو مشاريع تهجير قسري.

تم نسخ الرابط