مرض الثعلبة.. الأنواع والأسباب وطرق العلاج

يُعتبر مرض الثعلبة من الأمراض الجلدية التي تصيب الشعر، وتتميز بتساقط مفاجئ ومحدود للشعر في مناطق معينة من فروة الرأس أو الجسم، حيث يصيب هذا المرض الأشخاص من جميع الأعمار، سواء الأطفال أو البالغين، وقد يؤثر في ثقته بأنفسهم بسبب مظهرهم الخارجي.
كل ما تريد معرفته عن مرض الثعلبة
في هذا التقرير، يتناول “نيوز روم” مرض الثعلبة بالتفصيل، من حيث أنواعه المختلفة، أسبابه، وأحدث طرق العلاج المتاحة.
تعريف مرض الثعلبة
الثعلبة هي حالة طبية تتمثل في تساقط الشعر بشكل مفاجئ وفي بقع صغيرة ومستديرة، وتؤثر بشكل رئيسي على فروة الرأس، ولكنها قد تصيب مناطق أخرى من الجسم مثل الحواجب، الرموش، واللحية. يُعتقد أن الثعلبة هي مرض مناعي ذاتي حيث يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشعر، مما يسبب تساقط الشعر، في بعض الحالات، يمكن أن تكون الثعلبة مرضًا مؤقتًا، حيث يعود نمو الشعر بعد فترة من الزمن، بينما في حالات أخرى قد تكون مستمرة أو تتطور إلى أنماط أكثر شدة.

أنواع مرض الثعلبة
هناك عدة أنواع من مرض الثعلبة، وهي تختلف في شدتها وأماكن تأثيرها على الجسم، إليك أبرز أنواع الثعلبة:
الثعلبة البقعية (Alopecia Areata)
تعد الثعلبة البقعية أكثر أنواع الثعلبة شيوعًا، وتتمثل في تساقط الشعر بشكل مفاجئ في بقع صغيرة دائرية على فروة الرأس أو مناطق أخرى من الجسم. قد يعاني بعض المرضى من تساقط الشعر في أماكن متعددة في وقت واحد، في حين يعاني آخرون من تساقط الشعر في مكان واحد فقط، عادة ما يحدث هذا النوع من الثعلبة في مرحلة مبكرة من الحياة، ويمكن أن يعود الشعر للنمو في المناطق المتأثرة بعد فترة من الزمن.
الثعلبة الشاملة (Alopecia Totalis)
يعتبر هذا النوع من الثعلبة أكثر شدة من الثعلبة البقعية، حيث يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر في فروة الرأس بالكامل، في بعض الحالات، يمكن أن يمتد هذا النوع من الثعلبة ليشمل الحواجب والرموش أيضًا، قد يعود الشعر للنمو في بعض الحالات، ولكن هناك احتمالية لحدوث انتكاسات.
الثعلبة الكاملة (Alopecia Universalis)
الثعلبة الكاملة هي النوع الأكثر شدة من الثعلبة، حيث يتسبب المرض في تساقط الشعر من جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك فروة الرأس، الوجه، والإبطين، والأماكن الحساسة، هذا النوع من الثعلبة نادر جدًا، ويؤثر على نسبة صغيرة من المصابين بالثعلبة.
الثعلبة التندبية (Cicatricial Alopecia)
تُعرف الثعلبة التندبية بأنها نوع من تساقط الشعر الذي يؤدي إلى حدوث ندوب في فروة الرأس أو المنطقة المصابة، مما يعوق نمو الشعر، هذه الحالة قد تنتج عن التهاب في بصيلات الشعر يسبب تلفًا دائمًا في الأنسجة. وقد تكون الثعلبة التندبية نتيجة لعدد من الأسباب، بما في ذلك الالتهابات أو الأمراض الجلدية مثل الأكزيما أو الجذام.
الثعلبة المرتبطة بالهرمونات (Androgenetic Alopecia)
يُعرف هذا النوع من الثعلبة أيضًا باسم “الصلع الوراثي” وهو الأكثر شيوعًا بين الرجال، ولكن قد يصيب النساء أيضًا في مراحل متقدمة من العمر، في هذا النوع، يعاني الشخص من تساقط الشعر بشكل تدريجي، وغالبًا ما يبدأ من الجبهة أو القمة، وقد يترافق مع فقدان كثافة الشعر بشكل عام، يعتبر هذا النوع مرتبطًا بالعوامل الوراثية والتغيرات الهرمونية.

أسباب مرض الثعلبة
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لمرض الثعلبة غير معروفة، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي يُعتقد أنها قد تلعب دورًا في تطور المرض:
العوامل المناعية الذاتية
يُعتبر الثعلبة مرضًا مناعيًّا ذاتيًّا، حيث يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر عن طريق الخطأ. في الظروف الطبيعية، يهاجم الجهاز المناعي العوامل الضارة مثل البكتيريا والفيروسات، ولكن في حالة الثعلبة، يتسبب الجهاز المناعي في تلف بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقطه.
العوامل الوراثية
تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في حدوث مرض الثعلبة. إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالثعلبة، فمن المحتمل أن يكون لديك خطر أكبر للإصابة بالمرض، تشير الدراسات إلى أن حوالي 20% من المصابين بالثعلبة لديهم تاريخ عائلي للمرض.
العوامل البيئية والنفسية
الضغوط النفسية والتوتر يمكن أن يكون لها تأثير كبير على حدوث مرض الثعلبة. في بعض الحالات، يُعتقد أن التوتر أو الصدمات النفسية قد تؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي ضد بصيلات الشعر، كما أن العوامل البيئية مثل العدوى الفيروسية أو تعرض الجسم للمواد الكيميائية قد تؤثر أيضًا في ظهور المرض.
العوامل الهرمونية
قد تكون التغيرات الهرمونية في الجسم سببًا آخر لظهور الثعلبة، وخاصة في حالات الحمل، سن اليأس، أو بعد الولادة، يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية إلى اضطراب في نمو الشعر، مما قد يؤدي إلى تساقطه.
الأمراض الأخرى
قد يرتبط مرض الثعلبة مع بعض الأمراض الأخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أمراض الغدة الدرقية، أو حتى التصلب المتعدد، في بعض الحالات، قد يسبب مرض الثعلبة تعقيدات في معالجة الأمراض الأخرى.
طرق علاج مرض الثعلبة
رغم عدم وجود علاج شافٍ تمامًا للثعلبة، إلا أن هناك العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد في تحسين حالة المريض وتعزيز نمو الشعر. تشمل هذه الخيارات:
العلاجات الموضعية
- الكورتيكوستيرويدات: تُعد الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون أحد العلاجات الأكثر شيوعًا للثعلبة، حيث يتم استخدامها بشكل موضعي لتقليل الالتهاب وتحفيز نمو الشعر.
- المينوكسيديل: هو دواء موضعي يساعد في تحفيز نمو الشعر، يُستخدم بشكل شائع في حالات الثعلبة البقعية.
العلاجات المناعية
- العلاج المناعي الموضعي: يتضمن هذا العلاج تطبيق مواد معينة على الجلد لتحفيز استجابة مناعية قد تساعد في إعادة نمو الشعر في المناطق المصابة.
العلاجات الدوائية
- الكورتيكوستيرويدات الفموية: في الحالات الشديدة، قد يصف الأطباء أدوية كورتيكوستيرويدية عن طريق الفم للحد من نشاط الجهاز المناعي وتحفيز نمو الشعر.
- الأدوية المثبطة للمناعة: مثل الأدوية التي تحتوي على السيكلوسبورين، والتي قد تساعد في تقليل التفاعل المناعي ضد بصيلات الشعر.
العلاجات الطبيعية والتجريبية
- زيت الخروع وزيت جوز الهند: تُستخدم بعض الزيوت الطبيعية مثل زيت الخروع وزيت جوز الهند لتحفيز نمو الشعر وتغذية فروة الرأس.
- التحفيز الكهربائي: يُعتبر التحفيز الكهربائي لفراغات الشعر أحد العلاجات التجريبية التي يمكن أن تُساهم في تحفيز بصيلات الشعر.
زراعة الشعر
في الحالات التي لا تنجح معها العلاجات الأخرى، قد يكون العلاج بزراعة الشعر خيارًا مناسبًا لبعض الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر الشديد بسبب الثعلبة.
يعد مرض الثعلبة من الأمراض التي تؤثر بشكل كبير على مظهر الشخص وثقته بنفسه، إلا أن هناك العديد من العلاجات المتاحة التي يمكن أن تساعد في إدارة المرض وتحفيز نمو الشعر.
من المهم أن يتلقى المرضى الدعم النفسي والعلاج الطبي المناسب لتحسين جودة حياتهم، وإذا كنت تشك في أنك قد تعاني من الثعلبة، فإنه من الضروري استشارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة وتحديد العلاج الأنسب لك.