وائل النحاس: تحرير الدعم العيني لنقدي دون استعداد كامل للسوق يمثل خطورة كبيرة
قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن الحديث عن تحويل الدعم العيني إلى دعم نقدي يحتاج إلى قدر كبير من التدقيق، موضحًا أن الدعم في صورته الحالية هو في الأساس دعم نقدي مشروط، وليس دعمًا عينيًا خالصًا كما يعتقد البعض.
وأوضح النحاس، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن الدولة حاليًا تُخصص مبلغًا نقديًا للفرد على بطاقة التموين، يُقدَّر بنحو 50 جنيهًا، وهذا المبلغ لا يرتبط بسعر السلع أو عددها، بل يظل ثابتًا بغض النظر عن تغيرات الأسعار، مع قيام الدولة بتوفير سلع تموينية بأسعار مخفضة لضمان عدم استنزاف نصيب الفرد من الدعم.
وأضاف النحاس، أن الاتجاه المطروح حاليًا يتمثل في تحويل الدعم إلى دعم نقدي غير مشروط، بحيث يحصل المواطن على مبلغ مالي مباشر عبر بطاقة أو حساب، مع تداول أرقام تتراوح حول 200 جنيه للفرد، وهو ما قد يتزامن مع تحرير بعض السلع الأساسية، وعلى رأسها منظومة الخبز.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن تحرير الدعم دون استعداد كامل للسوق يمثل خطورة كبيرة، مؤكدًا أن الدولة حتى الآن لا تزال تتحمل تكلفة رغيف الخبز بشكل مستقل، وأن تحريره بشكل كامل سيخلق أزمة في ضبط الأسواق والمنافذ، خاصة في ظل عدم القدرة على السيطرة على القطاع غير الرسمي.
وأكد النحاس أن المشكلة لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية فقط، بل تمتد إلى أبعاد اجتماعية شديدة الحساسية، لافتًا إلى أن الدعم العيني يضمن وصول المنفعة للأسرة في صورة غذاء، بينما الدعم النقدي قد لا يُوجَّه بالضرورة لتلبية الاحتياجات الأساسية، خصوصًا في بعض البيئات الاجتماعية التي تعاني من هشاشة اقتصادية وسلوكية.
وأوضح الدكتور وائل النحاس، أن تحويل الدعم إلى نقدي غير مشروط قد يؤدي إلى مشكلات أسرية واجتماعية، مثل سوء توجيه الإنفاق، أو زيادة الضغوط داخل الأسرة، أو حتى تفاقم ظواهر اجتماعية سلبية، مؤكدًا أن التركيبة المجتمعية تختلف من محافظة لأخرى، ولا يمكن تطبيق نموذج واحد على الجميع.