فعل فاضح.. عبد الله رشدي: المتحرش وحده المسؤول ولا مبرر للجريمة|فيديو
أثارت الإعلامية سارة مكي، مقدمة برنامج «ملكة الترندات» على موقع «نيوز رووم»، ملفا شائكا يتعلق بانتشار ظاهرة التحرش خلال الفترة الماضية، وذلك خلال حوارها مع الداعية عبد الله رشدي، حيث تساءلت عن الطرف المسؤول عن هذه الظاهرة، وهل تعود أسبابها إلى الرجال أم النساء.
التحرش جريمة لا خلاف عليها
وأكد الداعية عبد الله رشدي أن التحرش جريمة مكتملة الأركان، ولا يجوز تبريرها أو تحميلها لأي طرف سوى المتحرش نفسه، موضحًا أنه لا يمكن اختزال الظاهرة في كونها ناتجة عن الرجل أو المرأة بشكل مطلق.
وأشار إلى أن المتحرش، في الغالب يكون رجلًا، ولكنه في جميع الأحوال ارتكب فعلًا خاطئًا ومذمومًا شرعًا، بغض النظر عن أي عوامل خارجية.
وشدد رشدي على أن الموقف الشرعي من التحرش واضح وحاسم، ولا يقبل التأويل أو المساومة، مؤكدًا أن الخطأ يقع على الفاعل وحده، ولا علاقة له بشكل المرأة أو لباسها أو تصرفاتها، معتبرًا أن محاولة تبرير التحرش تحت أي ذريعة هو أمر مرفوض دينيًا وأخلاقيًا.

لا مبرر شرعي للنظر أو اللمس
وأوضح الداعية أن الشريعة الإسلامية أغلقت هذا الباب تمامًا، مشيرًا إلى أن الرجل غير مسموح له شرعًا حتى بالنظر إلى امرأة أجنبية بشهوة، مؤكدًا أنه حتى في أقصى الفروض الجدلية، لا يجوز للرجل أن ينتهك حرمة جسد المرأة أو يتعدى عليها بأي صورة من الصور.
وأضاف أن لمس المرأة أو التحرش بها، سواء برضاها أو دون رضاها، يعد جريمة شرعية صريحة، لا تسقط بأي مبرر، لافتًا إلى أن ربط الجريمة بملابس المرأة هو خلط متعمد بين السلوك الإجرامي والحرية الشخصية.
أسباب متعددة لا تبرر الجريمة
وتطرق عبد الله رشدي إلى أسباب انتشار التحرش، موضحًا أن للجريمة دوافع متعددة، منها ما يتعلق بالحالة النفسية للمتحرش، أو الكبت، أو اضطرابات سلوكية، مؤكدًا أن هذه الأسباب لا تُعد مبررًا للجريمة، بل تفسيرات تحتاج إلى معالجة مجتمعية ونفسية جادة.
وأشار إلى أن بعض المحتوى الإعلامي أو ما وصفه بـ«البث المثير» قد يكون أحد العوامل المساعدة في بعض الوقائع، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن وجود عوامل مساعدة لا ينفي المسؤولية الكاملة عن الجاني، ولا يخفف من جسامة الفعل أو عقوبته.

واختتم على أن مكافحة التحرش تتطلب وعيًا مجتمعيًا شاملًا، يبدأ من التربية والتعليم، ويمر بالإعلام والخطاب الديني، وصولًا إلى تطبيق القانون بحزم، بما يضمن حماية المجتمع وصون كرامة المرأة، دون تبرير أو تهاون.
أثار سؤال طرحته الإعلامية سارة مكي، مقدمة برنامج «ملكة الترندات» على موقع «نيوز رووم»، جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وجهته إلى الداعية عبد الله رشدي حول موقف الزوجة في حال إبلاغ الزوج لها بنيته الزواج بأخرى، ورفضها لهذا القرار، وما إذا كان هذا الرفض يعد عدم طاعة أو نشوزًا.
التعدد بين الحكم الشرعي والواقع الاجتماعي
وأوضح الداعية عبد الله رشدي أن مسألة التعدد منصوص عليها شرعًا، لكن طريقة تناولها في المجتمع الحديث أصبحت على حد وصفه مثار تضخيم وجدال واسع، مشيرًا إلى أن بعض القضايا المتعلقة بالمرأة تناقش اليوم بصورة انفعالية مبالغ فيها.
وأكد رشدي أن الأصل في العلاقات الزوجية هو التفاهم والاحتواء، لا الصدام، معتبرًا أن تحويل الخلافات الأسرية إلى معارك مفتوحة يضر باستقرار الأسرة، ويزيد من حدة التوتر بين الزوجين بدلًا من الوصول إلى حلول عقلانية.
تأهيل الحياة الزوجية من منظور ديني واجتماعي
ولفت عبد الله رشدي خلال اللقاء إلى أن العديد من النساء يحتجن إلى نوع من التأهيل أو التوعية بكيفية التعامل مع الرجل داخل المنزل، معتبرًا أن غياب الفهم المتبادل بين الزوجين يؤدي إلى تضخيم الخلافات وتحويلها إلى أزمات مستمرة.
وأشار إلى أن الحياة الزوجية الناجحة لا تقوم فقط على معرفة الحقوق، بل على إدراك الواجبات أيضًا، موضحًا أن الطاعة في الإسلام ليست خضوعًا أعمى، بل تقوم على المعروف، والاحترام المتبادل، والحفاظ على كيان الأسرة.


