عاجل

الخطيب: اقتراب تسوية الحرب الروسية الأوكرانية تحت الضغط الأمريكي

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

قال الكاتب الصحفي لؤي الخطيب، إن التصريحات المتبادلة من مختلف الأطراف الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، أوكرانيا، روسيا، تشير  إلى أن الفرصة للوصول إلى تسوية سياسية بشأن الحرب الروسية الأوكرانية تبدو أقوى من أي وقت مضى.

وأوضخ الخطيب في تغريدة له عبر حسابه على منصة إكس أن هذا التحول يأتي، تحت ضغوط مكثفة من الإدارة الأمريكية، مدفوعة بإحساس عالمي عام بالإنهاك والرغبة المشتركة في إنهاء الصراع الذي طال أمده.

الضمانات الأمنية لأوكرانيا 

وأضاف الكاتب الصحفي: ورغم التفاؤل الذي يحمله هذا التحول في المواقف، فإن التفاصيل لا تزال محاطة بالكثير من الغموض. بحسب المعلومات المتوفرة، يولي الأوروبيون اهتماماً خاصاً لضمانات أمنية لأوكرانيا، وهو أمر يعتبرونه أساسياً لأمنهم القومي، وفي المقابل، قدمت الولايات المتحدة ضمانات جديدة لأوكرانيا، لكن هذه الضمانات لا تضمن نهاية دائمة للصراع أو تمنع حدوثه مجددًا في المستقبل.

وأردف: في الوقت نفسه، ظهرت مقترحات أوروبية بنشر قوة متعددة الجنسيات في أوكرانيا لضمان الأمن والاستقرار في حال الوصول إلى تسوية، هذا المقترح يعكس الأبعاد الأمنية المتشابكة بين أوروبا وأوكرانيا في هذا الصراع

وأشار  لؤي الخطيب إلى روسيا أبدت  نوعاً من التقبل لفكرة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل، وهو أمر لا يشكل تهديداً لروسيا من الناحية العملية.

التنازل عن الأراضي الأوكرانية

لكن القضية الأكثر حساسية تكمن في مسألة الأراضي المحتلة. هناك حديث متزايد عن إمكانية التنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في مناطق مثل دونباس والقرم، في الوقت الذي يعتبر فيه هذا التنازل بمثابة اعتراف رسمي بسيطرة روسيا على هذه الأراضي، يثير الأمر جدلاً واسعاً حول تبعاته المستقبلية على سيادة أوكرانيا.

الأمريكيون بدورهم نقلوا هذا الشرط الروسي بصيغة تدعم "الواقعية السياسية" التي تقف في وجه الحلول المثالية، وهو ما لا يعجب الأوروبيين ولا حتى الأوكرانيين. وقد أظهرت الأيام الأخيرة تصريحات من قبيل "زيلينسكي سيناقش الأمر مع مستشاريه وشعبه"، ما يشير ضمنياً إلى إمكانية فتح الباب أمام التنازل عن أجزاء من الأراضي الأوكرانية في إطار أي تسوية محتملة.

ولفت الخطيب إلى الحرب الروسية الأوكرانية تعد درسا تاريخيا قاسيا لأولئك الذين لا يدركون عواقب الحرب أو الذين يستهينون بها، إنها تذكرة حية لكل من يعتقد أنه يمكنه المساومة على قراراته الوطنية لصالح دولة أخرى، مهما كانت قوتها.

واختتم لؤي الخطيب حديثه قائلا في النهاية، قد يكون زيلينسكي قد دفع شعبه ثمن قراره بالانخراط في هذه الحرب بناءً على تقديراته السياسية وتحت إغراءات الدعم الأمريكي، بينما قد لا يتذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن من هو زيلينسكي في وقت لاحق، في ظل هذا الوضع، يبدو أن زيلينسكي نفسه أصبح "منتهي الصلاحية" سياسياً، ليبقى الشعب الأوكراني هو من يدفع الثمن الأكبر في هذا الصراع المدمر.

وعلى صعيد آخر قال حسين مشيك، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من موسكو، أن مصادر رسمية روسية أكدت أن موسكو لم تتسلم حتى الآن المبادرة المعدلة للتسوية الروسية الأوكرانية، والتي أعدتها الدول الأوروبية بالتعاون مع الولايات المتحدة، وفقما أكده المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

روسيا لا تبحث عن وقف مؤقت لإطلاق النار

وأوضح مشيك خلال رسالة على الهواء، أن روسيا لا تبحث عن وقف مؤقت لإطلاق النار، بل تسعى إلى اتفاق سلام طويل الأمد يراعي مصالحها الأمنية، معتبرًا أن أي هدنة قصيرة قد تتيح لأوكرانيا إعادة تجميع قواتها والتسلح مجددا بدعم غربي، وهو ما ترفضه موسكو بشكل قاطع.

 

الحرب الروسية الأوكرانية

وأضاف مشيك أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف شدد بدوره على أن بلاده لن تقدم أي تنازلات فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم، ونوفوروسيا، وإقليم دونباس، معتبرا هذه الملفات خارج إطار النقاش، مشيرا إلى أن الرؤية الروسية لأي اتفاق محتمل تركز على التوصل إلى تفاهم مباشر مع الولايات المتحدة، يتناول مستقبل الوضع الأوكراني، وحجم الجيش الأوكراني وتسليحه، إلى جانب التزام كييف بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وضمان حماية الثقافة الروسية، إضافة إلى ملف الوجود العسكري الأميركي والأوروبي في أوروبا الشرقية.

وفي سياق سابق، أفاد حسين مشيك مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من موسكو، بأن تصريحات قائد البحرية الروسية بشأن الوضع في القطب الشمالي أعادت تسليط الضوء على أهميته الاستراتيجية في الصراع الدولي المتصاعد بين روسيا والغرب.

 

تم نسخ الرابط