«أريحا» تحتضن المؤتمر الخامس عشر للتوعية البيئية لمواجهة التحديات المناخية
انطلقت في أريحا فعاليات المؤتمر الخامس عشر للتوعية والتعليم البيئي، الذي تنظمه الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة عبر مركزها للتعليم البيئي، تحت عنوان "العدالة البيئية والمناخية لفلسطين"، المؤتمر يأتي بالشراكة مع سلطة جودة البيئة واللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، ويشارك فيه خبراء محليون ودوليون عبر منصة ZOOM.
دور الكنيسة في حماية البيئة
أكد المطران سني إبراهيم عازر، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، أن الكنيسة تسعى منذ أكثر من 40 عامًا لتعزيز الوعي البيئي في فلسطين، ودعم المبادرات التي تحمي الموارد الطبيعية وتحقق العدالة البيئية والمناخية. وأضاف أن مركز التعليم البيئي نجح في تحويل الجهود المحلية إلى مشروع إقليمي وعالمي، بما يعكس التزام الكنيسة بخدمة البيئة ورعاية الخلق.
شراكات واستراتيجيات للتغيير
وشارك في افتتاح المؤتمر محافظ أريحا والأغوار حسين حمايل، وعماد البابا ممثل سلطة جودة البيئة، والمدير التنفيذي للمركز سيمون عوض، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات رسمية وأهلية. وأكد المشاركون على أهمية تعزيز الشراكات بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية لدعم برامج حماية البيئة، خصوصًا في مواجهة الانتهاكات والتحديات التي تسببها الحروب والتغيرات المناخية.
أزمات بيئية نتيجة الاحتلال والحروب
سلط المؤتمر الضوء على آثار الحروب الأخيرة في غزة والضفة الغربية، من تدمير المباني والبنية التحتية، إلى تلوث الأراضي والمياه وانهيار خدمات الصرف الصحي، ما أدى إلى أزمة بيئية شاملة. وأوضح الخبراء أن ما يحدث في بعض المناطق يشكل ما يمكن وصفه بالإبادة البيئية، مع خسائر هائلة في الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.
محاور المؤتمر والجلسات المتخصصة
تناولت الجلسات الأولى دور الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في التعافي البيئي بعد الحروب، وآليات تعزيز العدالة البيئية، والتشريعات الدولية لمواجهة الجرائم البيئية. وركزت الجلسات الأخرى على الواقع الزراعي بعد الحروب، الانتهاكات على المدارس والبنية التحتية في غزة، وتأثير التغير المناخي على البيئة الفلسطينية.
كما خصص اليوم الثاني لبحث استخدام الذكاء الاصطناعي في حماية البيئة، واستعراض التجارب المحلية والدولية لتوظيف التكنولوجيا في التخفيف من آثار التلوث والإبادة البيئية، وبناء خطة وطنية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية.
ختامًا، أكد المنظمون أن المؤتمر يسعى إلى رفع مستوى الوعي الفردي والجماعي تجاه البيئة، وتعزيز المسؤولية المشتركة بين المؤسسات الرسمية والأهلية، لضمان استدامة الموارد الطبيعية وحماية الإنسان والطبيعة في فلسطين.