المحامية نهى الجندي: غياب ثقافة الزواج من أسباب انتشار الطلاق في مصر
قالت المحامية نهى الجندي، إن ظاهرة الطلاق في مصر تشهد تصاعدًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس أزمة حقيقية في بنية الأسرة والمفاهيم المرتبطة بالزواج، مؤكدة أن أسباب الطلاق لم تعد تقتصر على الخلافات التقليدية، بل أصبحت أكثر تعقيدًا وتشابكًا.
وأوضحت الجندي، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن غياب ثقافة الزواج يأتي في مقدمة الأسباب، حيث يُقدم عدد كبير من الشباب على الزواج دون تعارف كافٍ أو وعي بطبيعة الحياة الزوجية، اعتمادًا على الاندفاع العاطفي فقط، وهو ما يؤدي لاحقًا إلى عدم التوافق النفسي والقيمي بين الطرفين.
وأضافت المحامية، أن الضغوط الاقتصادية تلعب دورًا محوريًا في تفاقم الخلافات الزوجية، في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وإيجارات السكن وزيادة الأعباء المالية، الأمر الذي يخلق حالة من التوتر المستمر داخل الأسرة، تنعكس سلبًا على العلاقة بين الزوجين.
وأشارت إلى أن التدخل المفرط من الأهل في شؤون الحياة الزوجية يُعد أحد الأسباب الرئيسية لانهيار العديد من الزيجات، لافتة إلى أن غياب الحدود الواضحة بين الأسرة الجديدة والأسرتين الأصليتين يؤدي إلى تصاعد النزاعات وتعقيد الخلافات.
كما أكدت المحامية نهى الجندي أن العنف الأسري، سواء النفسي أو الجسدي، يمثل سببًا أساسيًا في لجوء العديد من الزوجات إلى طلب الطلاق، مشددة على أن استمرار هذا العنف يقضي تمامًا على أي فرصة للاستقرار الأسري.
وتطرقت الحندي إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، موضحة أن المقارنات المستمرة بحياة الآخرين وما يُعرض من صور مثالية وغير واقعية تؤدي إلى شعور بعدم الرضا، وتُسهم في تفجير الخلافات بين الأزواج.
وأضافت أن عدم التوافق الجنسي أو الاجتماعي والتعليمي يُعد من الأسباب المسكوت عنها في كثير من الحالات، إلى جانب ظاهرة الزواج بدافع الهروب من مشكلات أسرية أو ضغوط اجتماعية، وهو ما يجعل العلاقة هشة منذ بدايتها.
وأكدت الجندي أن معدلات الطلاق في مصر وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال العقد الأخير، محذرة من الآثار السلبية الخطيرة لهذه الظاهرة على استقرار الأسرة، وعلى الأطفال بصفة خاصة، داعية إلى تعزيز التوعية المجتمعية بثقافة الزواج، وتفعيل دور الإرشاد الأسري قبل وبعد الزواج.
وتابعت: أن هناك حلول لخفض هذه الأعداد هو وضع قيود على دعاوي الخلع، كما يجب أن يتم وضع قيود على السوشيل ميديا، وخاصة وأنها تعد من أهم الأسباب التي أدت لانتشار ظاهرة الطلاق، كما يجب نشر ثقافه الزواج واحترام الزوج قائلة: "لازم الزوجه تحترم زوجها وتقدره لأنه ليه قوامة بلاش الندية والعند".
