عقوق الوالدين من أكبر الكبائر..وزارة الأوقاف تحذر من غضب الله
أكدت وزارة الأوقاف أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر وأشد المنكرات في الإسلام، وهو إثم عظيم يجلب غضب الله تعالى على صاحبه في الدنيا والآخرة، وقد يعجل الله العقوبة للعاق في حياته، لما في العقوق من كفران للإحسان، وقطع لما أمر الله به أن يُوصل، ومخالفة صريحة لهدي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
النصوص الشرعية قاطعة في تحريم العقوق
وأوضحت وزارة الأوقاف أن النصوص الشرعية جاءت قاطعة في تحريم العقوق والتشديد في الزجر عنه، حتى قرنه الله تعالى بالشرك في آيات عديدة من كتابه العزيز، مؤكدة أن العقوق من شر ما يُكتب في صحائف السيئات، ومن صفات أهل الضلال والشقاء، وأنه ذنب لا يصدر إلا عن نفسٍ غفلت عن جميل الإحسان ورضيت بسوء العاقبة.
وأوضحت وزارة الأوقاف أن القرآن الكريم عرض جملة من الكبائر في آيات جامعة، كان من أبرزها عقوق الوالدين، حيث قال تعالى:
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ… وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، مؤكدة أن العدول عن صيغة النهي عن العقوق إلى الأمر بالإحسان إنما جاء للمبالغة في وجوب مراعاة حقوق الوالدين، والتنبيه على أن مجرد ترك الإساءة لا يكفي، بل لا بد من الإحسان قولًا وفعلًا.
وشددت الوزارة على أن كل ما فيه إيذاء للوالدين محرم شرعًا، قليلًا كان أو كثيرًا، لقوله تعالى: {فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما}، وأن العقوق يدخل كذلك في باب قطع الرحم الذي توعد الله فاعليه باللعن وسوء الدار، كما في قوله تعالى:
{والذين ينقضون عهد الله… ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل}.
وأشارت وزارة الأوقاف إلى أن القرآن الكريم ضرب أمثلة واضحة لعاقبة العقوق، ومن ذلك قوله تعالى في شأن العاق لوالديه:
{والذي قال لوالديه أفٍّ لكما…}، مبينة أن الآية عامة في كل من يعق والديه ويقابلهما بالجفاء، وأن الوعيد الوارد فيها دليل على خطورة هذا الذنب وعظيم أثره في حرمان التوفيق والخسران في الدنيا والآخرة.
وأوضحت وزارة الأوقاف أن العقوق كان سببًا في أول جريمة قتل في تاريخ البشرية، حين خالف قابيل أمر أبيه آدم عليه السلام، فترتب على ذلك الحسد ثم القتل والخسران، كما بيّن القرآن الكريم في سورة المائدة، مؤكدة أن مخالفة الوالدين كانت مدخلًا لكل هذا الفساد والضلال.
كما لفتت الوزارة إلى نموذج آخر من نماذج العقوق، وهو موقف ابن نوح عليه السلام، الذي خالف أمر أبيه ولم يمتثل لنصحه، فكان عاقبة استبداده بالرأي الغرق والهلاك، كما قصّ القرآن الكريم في سورة هود، في دلالة واضحة على أن مخالفة الوالدين في الحق سبب للهلاك والخسران.
وفيما يتعلق بطلب العلم والسفر له، قررت وزارة الأوقاف أن السفر لطلب العلم الواجب إذا كان فرضَ عينٍ لا يُشترط فيه إذن الوالدين، قياسًا على سائر الفرائض الشرعية كالصلاة، مؤكدة في الوقت ذاته أن طاعة الوالدين إنما تكون في المعروف، ولا تجب فيما يترتب عليه ضرر أو مفسدة.
وبيّنت الوزارة أن الفقهاء قرروا عدم وجوب طاعة الوالدين في الإلزام بالطلاق أو الزواج بغير رغبة، إذا كان ذلك مجرد هوى، مستدلين بقاعدة «لا ضرر ولا ضرار»، وأن تطليق الزوجة أو إلزام الابن بما يضرّه أو يضر غيره لا يُعد من البر، بل البر الحقيقي يكون بالإحسان والقيام بالحقوق دون ظلم.
وختمت وزارة الأوقاف بالتأكيد على أن برّ الوالدين من أعظم القربات وأجلّ الطاعات، وأن العقوق طريق إلى الشقاء والحرمان، داعية إلى استحضار مراقبة الله تعالى في معاملة الوالدين، وترسيخ قيم الرحمة والوفاء داخل الأسرة، صونًا للمجتمع وحفظًا للأخلاق.


