بمناسبة عيد الشرطة... العفو عن 4466 من النزلاء المحكوم عليهم

بمناسبة الإحتفال بعيد الشرطة المصرية وذكرى مرور 73 عاماً على ملحمة البطولة الخالدة لمعركة الإسماعيلية، وتنفيذاً لقرار رئيس الجمهورية بشأن الإفراج بالعفو عن باقى مدة العقوبة بالنسبة لبعض المحكوم عليهم الذين إستوفوا شروط العفو، قرر قطاع الحماية المجتمعية بوزارة الداخلية الإفراج بالعفو عن 4466 نزيلاً ممن يستحقون الإفراج عنهم بالعفو.
ويأتي القرار بعد أن تم عقد لجان لفحص ملفات النزلاء على مستوى الجمهورية ، لتحديد مستحقى الإفراج بالعفو عن باقى مدة العقوبة. ويأتى ذلك تنفيذا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بتطبيق السياسة العقابية بمفهومها الحديث ، وتوفير أوجه الرعاية المختلفة للنزلاء ، وتفعيل الدور التنفيذى لأساليب الإفراج عن المحكوم عليهم الذين تم تأهيلهم للإنخراط فى المجتمع.
ويأتي الإحتفال بعيد الشرطة تخليدا لمعركة الإسماعيلية التي وقعت يوم 25 يناير عام 1952 .
انتصار الإرادة المصرية
25 يناير من كل عام ليس عيدا للشرطة فحسب، بل هو ذكرى لانتصار الإرادة المصرية على المحتل البريطاني، وكان ذلك اليوم هو الشرارة التي انطلقت في سبيل تحرير البلاد من الإحتلال .
وتعود الذكرى لصباح يوم 25 يناير 1952، حين سلم القائد البريطاني بمنطقة القناة البريجادير "إكس هام"، إنذارا لقوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية لتسليم أسلحتهم للقوات البريطانية، والرحيل إلى القاهرة، وهو ما رفضه رجال الشرطة انطلاقا من واجبهم الوطني تجاه بلدهم. وتبع الرفض المصري عصيان أفراد "بلوكات النظام" مما دفع القوات البريطانية لمحاصرة الإسماعيلية وتقسيمها لحي للمصريين وحي للأجانب ، ووضع سلك شائك بين الجانبين في محاولة لحماية الأجانب بالمدينة.
وفي السابعة صباحا انهالت القذائف البريطانية من المدافع والدبابات لتدك مبنى المحافظة وثكنة البلوكات التي تحصن بهما رجال الشرطة البالغ عددهم نحو 850، وتصور القائد البريطاني "إكس هام" أن القوة الغاشمة التي استخدمها ضد رجال الشرطة الذين سقط أغلبهم بين شهيد وجريح ستجبرهم على الاستسلام، فأوقف ضرب النيران، وطلب منهم الخروج من المبنى بدون أسلحتهم.
الأبطال رفضوا الاستسلام
وكان الرد على لسان النقيب مصطفى رفعت بالرفض ، فاستأنفت القوات البريطانية قصفها العنيف لنحو 6 ساعات حتى حولت المبنيين إلى أنقاض، وهو ما لم يثني رجال الشرطة عن اصرارهم بعدم الاستسلام والذين كانوا مسلحين ببنادق قديمة من طراز "لي أنفيلد" في وجه مدافع ودبابات الاحتلال البريطاني رافضين الاستسلام، حتى نفدت ذخيرتهم بعدما سقط منهم نحو 50 شهيدا و80 جريحا، وأوقعوا 13 قتيلا و12 جريحا في صفوف القوات البريطانية التي بلغ عددها نحو 7 آلاف جندي.
وعقب نفاد الذخيرة اضطر رجال الشرطة للاستسلام لكن موقفهم الباسل دفع القائد البريطاني وجنوده لأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من مبنى المحافظة؛ تقديرا لبسالتهم في الدفاع عن موقعهم.
وفي 26 يناير 1952 انتشرت أخبار الجريمة البشعة، وخرجت المظاهرات في القاهرة، واشترك فيها جنود الشرطة مع طلاب الجامعة الذين طالبوا بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز، لتكون معركة الإسماعيلية الشرارة التي أشعلت نيران تحرير مصر من الاحتلال البريطاني.