حمض الماندليك: المقشّر الناعم الذي يُغيّر قواعد العناية بالبشرة الحساسة

في ظل تصاعد وتيرة الاهتمام بـ العناية بالبشرة وتنوّع الأساليب والمستحضرات التي تهدف إلى تجديد الخلايا وتحسين الملمس والمظهر العام، تبقى البشرة الحساسة هي التحدّي الأكبر في هذا المضمار، نظرًا لصعوبة تقبّلها للمكونات القويّة أو الأحماض شديدة التأثير.
في السنوات الأخيرة، برز نجم جديد يُعيد رسم ملامح الروتين التجميلي للبشرة الحساسة، وهو حمض الماندليك Mandelic Acid، الذي بات يُوصف بأنه المقشّر “الأكثر نعومة” والأكثر أمانًا مقارنة ببقية أحماض الفاكهة.
فما هو هذا الحمض؟ ما الذي يجعله فريدًا؟ ولماذا أصبح الخيار الأول للعديد من أطباء الجلد وخبراء العناية بالبشرة؟
ما هو حمض الماندليك؟
حمض الماندليك هو أحد أحماض ألفا هيدروكسي (AHA) المُشتقة من اللوز المر، ويتميّز بتركيبته الكيميائية التي تحتوي على جزيئات أكبر حجمًا من الأحماض الأخرى في الفئة نفسها، مثل حمض الغليكوليك، وهذا الفارق في حجم الجزيئات ليس مجرّد خاصية تقنية، بل هو العنصر الأساسي الذي يجعل حمض الماندليك ألطف وأبطأ في التغلغل داخل طبقات الجلد، مما يُقلّل احتمالية التهيّج ويُناسب جميع أنواع البشرة، وخاصة الحساسة منها.

كيف يعمل على تجديد البشرة؟
يكمن سر فعالية حمض الماندليك في قدرته على تفكيك الروابط بين الخلايا الكيراتينية الميتة في الطبقة السطحية من البشرة. من خلال هذا التقشير الكيميائي المعتدل، يسمح للبشرة بالتجدّد الطبيعي ويُزيل الطبقات الباهتة والمتضررة، مما يُضفي مظهرًا أكثر إشراقًا ونعومة.
إضافة إلى ذلك، يعمل هذا الحمض على:
- تحفيز إنتاج الكولاجين، وهو البروتين المسؤول عن مرونة الجلد وشبابه.
- تقليل التصبغات والبقع الداكنة الناتجة عن الشمس أو آثار الحبوب.
- تنقية البشرة بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا، مما يجعله فعالًا في علاج حب الشباب والطفح الجلدي.
- تنعيم الخطوط الدقيقة، إذ يساعد على تقليل مظهر التجاعيد السطحية مع الاستعمال المنتظم.
فوائده للبشرة الحساسة والدّاكنة
من أبرز مزايا حمض الماندليك أنه يُعطي نتائج واضحة دون أن يُسبّب المضاعفات الشائعة التي تصاحب أحماض الفاكهة الأخرى، مثل الاحمرار، والجفاف الشديد، والتقشير المفرط.
وقد أثبتت الدراسات أنه يُناسب أيضًا البشرة الداكنة التي عادةً ما تتعرّض للتصبغات بسهولة عند استخدام مقشرات قوية.
هذا ما يجعله عنصرًا آمنًا وفعّالًا في روتين العناية اليومي، خاصة للأشخاص الذين يخشون من التهيّج أو لديهم تاريخ من حساسية الجلد.
كيفية استخدام حمض الماندليك
يُستخدم حمض الماندليك عادةً في شكل أمصال (serums) أو تونر (toners)، وتكون نسبة تركيزه في المنتجات ما بين 5% إلى 10%، وهي نسبة كافية للحصول على نتائج فعالة دون تعريض البشرة للخطر.
إليك الخطوات المثالية لاستخدامه:
- التنظيف: ابدأي بتنظيف البشرة جيدًا لإزالة الشوائب وبقايا المكياج.
- التطبيق: ضعي بضع قطرات من السيروم على بشرة نظيفة وجافة.
- الترطيب: بعد امتصاص السيروم، يُستحسن استخدام مرطّب غني بمكونات مهدئة مثل السكوالان أو السيراميد.
- الوقاية: لا تنسي استخدام واقي شمس في الصباح، لأن الأحماض تجعل الجلد أكثر عرضة للأشعة فوق البنفسجية.

تحذيرات مهمة عند الاستخدام
رغم نعومة هذا الحمض، إلا أن هناك بعض التحذيرات الضرورية لتجنّب أي ضرر:
تجنّبي خلطه مع أحماض أخرى في نفس الروتين، مثل حمض الساليسيليك أو حمض اللاكتيك، لأن ذلك قد يؤدي إلى تقشير مفرط وتهيج.
لا يُنصح باستخدامه مع الريتينول في نفس الوقت، خاصة إذا كانت بشرتك غير معتادة عليه.
يُفضّل استخدامه مساءً فقط، لأن الليل هو الوقت الأنسب لتجديد الخلايا وتقليل التعرّض للعوامل الخارجية.
تدرّجي في الاستخدام، ابدئي بمرتين أسبوعيًا ثم زيدي الاستخدام تدريجيًا حسب تحمّل بشرتك.
هل حمض الماندليك يستحق التجربة؟
إذا كنتِ تبحثين عن تقشير فعّال، لطيف، وخالٍ من المجازفات، فإن حمض الماندليك يُمثّل خيارًا مثاليًا للعناية بالبشرة الحساسة أو المعرّضة للاحمرار والتصبغات، فهو لا يمنح إشراقة فورية فحسب، بل يعمل بعمق على تحسين البنية الجلدية، وتفتيح اللون، وتقليل علامات التقدّم في السن.
وهو أيضًا خيار رائع للنساء والرجال على حدّ سواء، خاصة لأولئك الذين يرغبون في بدء رحلة العناية بأحماض الفاكهة دون المخاطرة بإلحاق الضرر بالبشرة.