خبير اقتصادي: الغذاء أصبح البند الأول والأساسي في ميزانية الأسرة المصرية
قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن أولويات المصريين في الإنفاق قد تغيّرت بشكل جذري خلال السنوات الخمس إلى الست الماضية، نتيجة سلسلة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة، لافال إلى أن المواطن المصري لم يعد يفكر في الترفيه أو التملك الفاخر، بل أصبح همه الأساسي تأمين لقمة العيش لأسرته.
الغذاء أصبح البند الأول والأساسي في ميزانية الأسرة المصرية
وأوضح عبده ، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، أن ما كان يعتبر سابقًا من أولويات مثل شراء سكن واسع أو امتلاك شقة كبيرة، أصبح اليوم رفاهية يصعب تحقيقها، حيث اضطر العديد من المواطنين للانتقال إلى مساحات أصغر أو الاعتماد على الإيجار بدل التملك، وذلك نتيجة ارتفاع الأسعار وثبات دخول الطبقة المتوسطة وتراجعها تدريجيًا إلى الطبقات الأقل دخلًا.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الإنفاق على الغذاء أصبح البند الأول والأساسي في ميزانية الأسرة المصرية، مضيفًا: "كل همه اليوم هو كيف يوفر الطعام لأولاده، كيف يضمن ألا يأتي يوم ويجد نفسه عاجزًا عن توفير أبسط احتياجاتهم."
أما البند الثاني في الأولويات، بحسب عبده، فهو التعليم، حيث يسعى الأهالي لضمان تعليم جيد لأبنائهم، حتى وإن كان ذلك عبر الدروس الخصوصية أو المراكز التعليمية، وهو ما يفسر استمرار الطلب على السناتر رغم تكلفتها العالية، باعتبارها وسيلة لتوفير تعليم فعال بتكلفة أقل من المدارس الخاصة أو الاهتمام الفردي.
وبخصوص الإنفاق على التكنولوجيا، قال عبده إن الهواتف المحمولة وباقات الإنترنت أصبحت ضرورية، سواء للعمل أو التواصل، رغم أن الشركات تستفيد من ارتفاع الأسعار، ما يزيد العبء على المواطنين محدودي الدخل، لافتا إلى أن المواطنين أصبحوا يبحثون عن أقصى استفادة من أموالهم من خلال التوفير، التبادل، والشراء بالتقسيط، خاصة في ظل صعوبة الادخار أو الاستثمار بسبب انعدام فائض مالي حقيقي.
وتابع: "المواطن المصري اليوم يعيش في حالة من التوافق المؤقت بين دخله واحتياجات أسرته، يحاول ترتيب مصروفه بحيث يكفي حتى نهاية الشهر، ومعظم القرارات اليومية مبنية على قدرته على تغطية الغذاء والتعليم ومصاريف الهاتف، قبل التفكير في أي شكل من أشكال الرفاهية أو الاستثمار."
وأشار الخبير إلى أن قوانين الإيجار القديم وارتفاع الإيجارات تزيد الضغوط على الأسر، حيث يجد المواطن نفسه مضطرًا للتوفيق بين إيجار مسكنه ونفقاته الأساسية، ما يجعل عملية إدارة الأسرة اليومية أشبه بـ "لعبة توازن مستمرة" بين الغذاء، التعليم، الاتصالات، والنفقات الأساسية الأخرى.
وختم الدكتور رشاد عبده تصريحه بالتأكيد على أن الأزمات الاقتصادية المتكررة أعادت تشكيل أولويات المصريين بالكامل، حيث أصبح التركيز على البقاء والتأقلم مع الظروف الصعبة قبل أي خطط مستقبلية أو رفاهية، مما يعكس تحولات كبيرة في نمط حياة الأسرة المصرية خلال السنوات الأخيرة.