كيف يوازن المسلم بين قضاء الصلوات الفائتة والسنن والنوافل؟

أكدت دار الإفتاء أن قضاء الصلوات الفائتة واجب شرعي لا يجوز التهاون فيه، مشددة على أن تعمد تأخير الصلاة دون عذر شرعي يعد إثمًا كبيرًا لا يُمحى إلا بالتوبة الصادقة وأداء الفريضة التي فاتت.
وأوضحت أن المسلم الذي يسعى لإرضاء الله وتحقيق الالتزام الديني عليه أن يجعل قضاء الفوائت أولوية مطلقة في حياته.
حكم قضاء الصلوات الفائتة
أوضحت دار الإفتاء أن جميع العلماء اتفقوا على وجوب قضاء الصلوات الفائتة فورًا، خاصة إذا كانت فاتت عمدًا دون عذر.
وأشارت أنه إذا وُجد متسع من الوقت، فلا بأس بالجمع بين قضاء الفوائت وأداء السنن الرواتب، مثل ركعتي الفجر أو سنن الظهر، لكن إذا كان الجمع بينهما سيؤثر على قضاء الفوائت، فإن الفريضة تأتي في المقام الأول.
آراء المذاهب الفقهية حول الترتيب بين الفوائت والنوافل
أشارت دار الإفتاء إلى تنوع المواقف الفقهية بين المذاهب حول الجمع بين قضاء الفوائت وأداء النوافل.
وقالت يري "الحنفية" أن قضاء الصلوات الفائتة له الأولوية على النوافل المطلقة، لكنهم يستثنون السنن المؤكدة كركعتي الفجر، حيث يرون جواز أدائها حتى في وجود فوائت.
أما المالكية والحنابلة، فذهبو إلى تحريم أداء النوافل المطلقة إذا كان هناك صلوات فائتة كثيرة، إلا أن سنن الرواتب المؤكدة وسنة الفجر يمكن أداؤها نظرًا لتأكيد الشريعة عليها.
بينما الشافعية يميزون بين الصلوات الفائتة بعذر، والتي يجوز معها الجمع بين النوافل والفوائت، وبين الفائتة بغير عذر، حيث يجب قضاء الفريضة قبل الالتفات إلى النوافل.
دار الإفتاء: التوبة أساس إعادة التوازن
شددت دار الإفتاء على أن التوبة النصوح هي الأساس في تصحيح العلاقة مع الله، وأداء قضاء الصلوات دليل عملي على صدق التوبة. أما النوافل والسنن، فهي وسيلة للتقرب إلى الله وتعويض النقص في أداء الفرائض.
دار الإفتاء: يجب أن يتحلى بالصبر والمثابرة أثناء قضاء الفوائت
كما أضافت دار الإفتاء أن المسلم يجب أن يتحلى بالصبر والمثابرة أثناء قضاء الفوائت، وعدم التهاون أو الشعور بالملل، مؤكدة أن الإصرار على أداء الحقوق يرفع درجات العبد عند الله، ويُعد علامة على حسن الخاتمة واستقامة القلب.